Saturday, April 25, 2009

أبناؤنا بين الرقابة النائمة والضمير الميت

بقلم   د.طارق عباس

عودت أولادى - مع بداية كل شهر - أن أصطحبهم للتسوق فى واحد من أكبر المحال الموجودة بالقرب من مدينة الشيخ زايد. كانت المتعة بالنسبة لهم اتساع المكان، وتنوع فرص السحب على الجوائز، وشراء الألعاب والمقرمشات والمخبوزات والحلوى والمياه الغازية...إلخ.

 وكانت المتعة بالنسبة لى هى حصولى على منتجات أكثر جودة، وأقل سعرًا، وأبعد ما تكون عن الغش، فسمعة هذه المحال الكبرى كما يقول العامة كالبرلنت، وبضائعها معلومة المصدر، وغير معرضة للتلف، وأكثر ما كان يستلفتنى وأحرص على شرائه، «أسماك الباسا» المغلفة تغليفًا نظيفًا، والمقطعة لشرائح سهلة الإعداد والتجهيز، ولا يزيد سعر الكيلو منها على ثلث سعر كيلو الفيليه المصرى.

 وكلما لاحظت اعتراض أولادى عليها بحجة غرابة طعمها أو سمنتها، أقوم بتعنيفهم وتوبيخهم وتحذيرهم من زوال النعمة حتى أجبرهم على أكل أسماك «الباسا»، معددًا ما فيها من فوائد غذائية وبروتينات وفيتامينات تنمى الجسم، وتقوى العظام، وتعين العقل على استيعاب الدروس.

ولم أكن أتوقع أبدًا أن ما أقوله لهم محض تخيل وافتراء، وأننى أفتى بما ليس لى به علم، وأقدم لهم عن غير قصد منى وبيدى السم الزعاف. لم أكن أتوقع أبدًا أنه حتى فى المحال الكبرى تغيب الرقابة ويروج للغش، ويباع الموت، ويسرطن الأطفال.

فأسماك «الباسا» التى صدّعت بها رؤوس أولادى صارت همًا وغمًا ونكدًا وكابوسًا يطاردنى فى اليقظة والنوم، خاصة بعدما نشر عنها فى جرائد «المصرى اليوم» و«صوت الأمة» و«الشرق الأوسط» وغيرها من تقارير تؤكد أن أسماك الباسا هذه، التى يتم استيرادها من فيتنام منذ عام ٢٠٠٤ حتى اليوم، وتسلل منها ٥٠ ألف طن إلى معدة المصريين، ولدت ونمت وترعرعت إما فى البرك والمستنقعات، ومياه الصرف الصحى، وإما فى نهر الميكونج، أكثر أنهار العالم تلوثًا بالمخلفات الكيماوية للأسلحة المحرمة دوليًا، التى استخدمها الأمريكيون أثناء حربهم على فيتنام منتصف القرن الماضى.

وما يدعو للفزع والذعر ما أكده بعض الخبراء من أن الباسا تتغذى على كل ما يلقى إليها من مخلفات زراعية وصناعية، ونظرًا للظروف البيئية غير المناسبة لحياة الباسا يتناوب عليها الكثير من أنواع الفيروسات والبكتيريا والجراثيم، وهو ما يجعل فرصتها فى الحياة محدودة للغاية ولفترة قصيرة، ويضطر الفيتناميون، حفاظًا عليها، لإعطائها مضادات حيوية بكميات كبيرة، ومواد تسبب السرطان مثل: «الديوكسين» وكيماويات وسموم.

 وأمام هذه المعلومات الخطيرة قررت التوقف فورًا عن شراء الباسا، وقطع رجلها من منزلى، لكننى لاحظت أن أولادى الآن يطلبونها منى، ويلحون شوقًا لأكلها، حتى بلغ بى الحرج مداه، فماذا أقول لهم؟ هل أتراجع عما قلته لهم عن جمال السمك وعدم رفس نعمة السمك، وأن الأسماك لم تعد غنية بالبروتين بقدر ما هى غنية بالسموم والمسرطنات؟

هل أخبرهم بأن البحر الأحمر والبحر المتوسط وأربع بحيرات طبيعية وخمس بحيرات صناعية ومزارع سمكية فى أرجاء مصر لم تعد قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الثروة السمكية، وأن الحل السحرى لها سيأتى باستيرادها من إسبانيا وتايلاند والصين وماليزيا وفيتنام؟

هل أقول لهم صوموا لأن ما تأكلونه وتشربونه غنى بالأمراض التى لا يعرف الجسم سواها؟ هل أفقدهم الثقة فى أنفسهم وفى حاضرهم وفى مستقبلهم، وأترك الخوف يتربص بهم ويفترس براءتهم؟ الأمر محير حقًا، لأن ما نقبله على أنفسنا لا يصح أن نقبله على فلذات أكبادنا، وما قد نرضاه علينا عيب أن نرضاه لأبنائنا، فهل هناك للحياة معنى بدونهم؟ وإذا تسامحنا فى حقنا، فهل يصح أن نتسامح فى حقهم؟

أسماك الباسا حلقة سيئة السمعة فى مسلسل الفساد الذى غرقنا فيه، من أقدامنا إلى رؤوسنا.

وللأسف الشديد لم تقف المخاطر عند ما يجلب لنا، وإنما أصبحت تأتينا من بين أيدينا ومن خلفنا ومن تحتنا ومن فوقنا ومن أمامنا، كل شىء على غير ما يرام، اللبن الذى أضرب أولادى عن شربه بات مغشوشًا ليس بالماء كما اعتدنا، وإنما بمادة الفورمالين، الفراخ التى أطالبهم بأكلها تعرض ٤٠٪ منها للإصابة بأنفلوانزا الطيور، وتتغذى على الأعلاف المخلوطة بالدم حتى تكبر بسرعة، الحواوشى والكفتة مصنوعان من لحم القطط والكلاب والحمير.

 كما طال الغش الأدوية «مستحضرات التجميل - الأمصال - دعامات القلب - و.. و.. و..» ربما يتصور البعض أننى أنظر إلى نصف الكوب الفارغ، وهذا غير صحيح، لأنه لا يوجد كوب أصلاً، وكل ما أراه كوزاً مخروماً تتسرب منه صحة الأطفال والكبار بلا حساب، ولا تستقر فيه قطرة واحدة من قطرات الأمل.

فى ظل هذا النظام - الذى يبذل المليارات من أجل حماية أمنه، ولا يكلف نفسه الحفاظ على سلامة الناس والرقابة الجادة على ما يتسرب إلى معدتهم ويسبب لهم السرطان والكبد الوبائى والفشل الكلوى وأمراض القلب.. إلخ - يستحيل أن نطمئن على سلامتنا وسلامة أبنائنا، بعد أن شهد شاهد من أهل النظام بأن الفساد أصبح للركب، وأكدت لجنة الصناعة بمجلس الشورى «أن ثمانين فى المائة من الأغذية الموجودة بالأسواق المصرية فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمى».

يا سادة هناك مرتزقة فعلوا بنا وفينا ما لم تفعله إسرائيل، ومارسوا القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بدم بارد، عندما جلبوا لنا سموماً وهم على يقين بأنهم سيربحون المليارات، وسنخسر صحتنا وصحة أبنائنا. المرتزقة توحشوا وتفحشوا، ودفعهم ضميرهم الميت للاستحواذ على مصر، وخيرات مصر، وموارد مصر، والانفراد بمصر والاستئثار بها، حتى لو اضطروا لقتل ٨٠ مليون مواطن من أجل حياتهم وجيوبهم.

أسماك الباسا لن تكون الجريمة الأخيرة، فالحاوى عنده الكثير، لكن السؤال: إلى متى سوف نتفرج؟

ادفع ما تؤمر به.. واقبل ما تحصل عليه

 بقلم   د. طارق الغزالى حرب

منذ سنوات عديدة وأنا لم أستخدم قطارات هيئة سكك حديد مصر، ولكننى فى الوقت نفسه أتابع ما يكتب فى الصحف من تصريحات لرؤساء الوزارات السابقين والوزراء المعنيين حول خطط ومشروعات تحسين الخدمة على خطوط السكك الحديدية، وعن استيراد عربات جديدة من جنسيات مختلفة.

 فهذا مجرى وذاك إسبانى وآخر توربينى.. كما أننى كنت أتابع أيضاً ما أسمعه من مواطنين محترمين عن زيادة مطردة فى أسعار التذاكر، خاصة أولئك الذين تستدعى مناصبهم الوظيفية السفر بالدرجة الأولى.. وكنت دائماً - عن جهل أو حسن نية - أدافع عن ارتفاع ثمن التذاكر بالدرجات الفاخرة، والذى وصل إلى خمسين جنيهاً فى الذهاب أو العودة فقط، وهو بالتأكيد مبلغ كبير فى رحلة لا تتجاوز مدتها الساعتين، وفى ظل المستوى المعيشى للشعب المصرى الذى نعلمه جميعاً.. وكانت حجتى دوماً هى أنه من أراد أن يشترى لنفسه المتعة والراحة والخدمة المتميزة فى فترة سفره مهما صغر وقتها، فليدفع..

المهم أنه شاءت ظروفى أن أستقل القطار الإسبانى الذى ينعتونه بلفظ «الفاخر» فى رحلتى ذهاب وعودة من القاهرة للإسكندرية وبالعكس، لأرى وألمس مدى المتعة والراحة التى ينعم بها أولئك المترفون الذين يدفعون ما يؤمرون بدفعه.

 لم ألتفت كثيراً إلى أن ظهر الكرسى، الذى كان حظّى الجلوس عليه، لا يعمل بطريقة أوتوماتيكية بمجرد الضغط على المكان المخصص لذلك، وإنما احتاج الأمر إلى تدخل يدوى لوضعه فى الوضع المريح للجالس.

. كذلك لم أغضب كثيراً لقذارة زجاج النوافذ وعطل الستائر البلاستيكية التى تغطيه، ولا لمستوى النظافة والإضاءة بالعربة.. إلى أن شعرت بالحاجة إلى الذهاب لدورة مياه العربة التى توصف بالأولى الفاخرة.. حيث شعرت ساعتها فقط بأننى وقعت ضحية لحالة نصب أو استغفال أو بلطجة.. قل ما شئت.. فدورة المياه تنبعث منها رائحة تزكم الأنوف، حتى قبل أن تصل إليها، تذكرك بالروائح التى تشمها عندما تسير تحت كوبرى أكتوبر بوسط القاهرة..

والمكان من الداخل غاية فى القذارة ومظاهر سوء الاستخدام والإهمال.. وباب دورة المياه لا ينغلق بسهولة ويحتاج محاولات عديدة حتى ينغلق.. وإذا انغلق الباب فإن ترباسه لا يعمل، وبالتالى فإنك مضطر إلى أن تظل تسنده بيدك أو بقدمك، وتستمر فى مقاومة من يحاولون دفع الباب كل حين، حيث ليست هناك علامة تشير إلى أن أحداً بالداخل أم لا..

 والمياه عبارة عن سرسوب ضعيف، تحتاج إلى ضغط قوى من يدك لتحصل عليه فى الوقت الذى تكون فيه يدك الثانية مشغولة بصد محاولات من يحاولون دفع الباب للدخول عليك.. ورائحة المكان بصفة عامة تجعلك تكره حياتك كلها، وتكره اليوم الذى قررت فيه أن تستقل فى مصر قطاراً.. مهما كان وصفه فاخراً أو عادياً، ومهما كانت جنسيته مجرياً أو إسبانياً أو فرنسياً..

 ففى ظل مناخ من التسيب والإهمال وانعدام الضمير وفساد الإدارة وغيبة القانون وقصور المتابعة، يستوى كل شىء.. فلا تعرف فرقاً بين الدرجة العادية والفاخرة، ولا بين التوربينى والقشاش! إنى فقط أريد أن أعرف إجابة عن سؤال بسيط من السادة المسؤولين عن هذه الهيئة: لقد دفعت صاغراً ما أمرتم به من ثمن أراه باهظاً لرحلة تستغرق ساعتين من الزمن..

 فلماذا أقبل ما حصلت عليه مقابل ذلك من قرف وهوان وعذاب؟ وبماذا يمكن أن نسمى هذا النهج فى التعامل مع الشعب المصرى والذى تتبناه حكومات متعاقبة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، يقوم على احتقار هذا الشعب، وحرمانه من حقوق أساسية فى العيش فى بيئة إنسانية نظيفة، فى الوقت الذى لا يتوانون فيه عن أخذ كل ما يريدونه منه بالقسر والجباية بل وبالسرقة أحياناً؟

هل نطمع فى أن يقوم وزير النقل برحلة مفاجئة على أحد قطارات وزارته إلى الإسكندرية يوماً ما، وأن يزور دورة مياه إحدى عرباته الفاخرة؟ وإذا كان الحال كذلك فى هذا القطار الفاخر، وفى رحلة قصيرة الزمن، فما يا ترى الحال فى قطار الصعيد الذى يركبه فقراء مصر فى رحلات تستغرق اليوم بكامله؟ ربما يتذكر البعض حادث سقوط راكبة من فتحة التواليت بأحد قطارات الصعيد منذ سنوات قليلة، والذى ظل الناس يتندرون به لفترة طويلة ثم نسوه، لأن التى سقطت وماتت كانت واحدة من فقراء الشعب المصرى الذى لا حول له ولا قوة..

ولكننى أبشركم بعد ما شاهدته فى القطار الفاخر، فإنه من المحتمل أن نسمع عن حادثة مماثلة قريباً، ولكنها ستقلب الدنيا على رؤوس كل مسؤولى هذه الهيئة، لأن الضحية سيكون فى الغالب سائحاً أو شخصية كبيرة.. وعجبى.

Friday, April 24, 2009

زواج هيفاء وساعة عمرو

إيهاب البدوي (المصريون)

اليوم تتزوج هيفاء وهبى التى تجاوزت الخامسة والاربعين عاما من واحد من كبار الاثرياء وهو بالمناسبة ليس خليجيا بل مصريا وهو رجل الاعمال المصرى احمد ابو هشيمه-واعرف أن الكثيرين يحسدونه الان لكن كله صناعى واسألوا اطباء التجميل- والزفاف الاسطورى سيتم فى لبنان وسط بذخ فى المصروفات غير مسبوق وسوف تعيش السيدة هيفاء فى قصر منيف بشارع العروبه بمصر الجديدة

واول امس اقام الصديق عمرو اديب مزادا على ساعه بياجيه يمتلكها ثمنها الاصلى 45 الف دولار-حصل عليها فى الاساس هديه من احد الشخصيات العربيه المرموقة - والمزاد الذى اقيم على قناة الاوربت كان لصالح مرضى الدرن وهذا المزاد واحد من فضائل عمرو المحب لعمل الخير بلا مظهرية او تصنع ولعل هذا ما يجعله متربعا على عرش نجومية التقديم فى الوطن العربى- مع الاحترام للكثيرين- المهم فى الامر ان الساعه التى وصل ثمنها فى المزاد الى 750 الف دولار لم يحصل عليها ثرى سعودى او شيخه خليجيه بل حصلت عليها فتاه مصرية استطاعت ان تعرض هذا الرقم بكل سهوله ويسر
وفى قائمه الفوربس دائما ما ياتى السوارسه –نجيب وعائلته-على قا ئمه الاغنياء فى العالم وفى مواقع جيدة فى الترتيب بل اذا تم جمع ثروة العائلة فسوف يأتون فى ترتيب خلف الأمير الوليد بن طلال مباشرة وهو بالمناسبة أمر يسعدنى واتمنى أن يصبح جميع المصريين على قائمه فوربس فى يوم من الايام 

ونظرة إلى كم السيارات الفارهة فى الشارع المصرى الذى اصبح ينافس الشارع الخليجى مع ملاحظة الدخل المرتفع فى الخليج واسعار السيارات المتدنية مقارنة بمصر فمثلا السيارة الهمر فى الخليج لا تتجاوز 150 ألف ريال لذلك لا نتعجب من انتشارها لكننا يجب ان نتعجب من انتشارها فى مصر وثمنها يبلغ 4 مليون جنيه وقس على ذلك الشيروكى التى اصبحت اكثر من الـ 28 والمرسيدس والبى ام وكلها فوق الـ500 الف جنيه مصرى على الاقل
انظر الى كم الإعلانات عن السكن الفاخر فى الكمباوندات – اول ملعب جولف فوق الجبل اول مطار تحت الارض تعالى عيش الحياة- واعلانات كثيرة من هذه الشاكله-واسعار المتر فى بعضها وصل الى 24 الف جنيه لكن المهم ملعب الجولف الذى اجزم انه اصبح اللعبة الشعبية الاولى فى مصر حاليا 

والمفاجأة ان المكان محجوز بالكامل ويجب ان تحصل على واسطة للحجز رغم ان الارض ما زالت صحراء وعلى الجانب الاخر كم العشش والبؤس والفقر والموت من الجوع فى المحروسة 

والسؤال الذى يشغلنى بعد الذى استعرضته كيف حال الفقراء فى مصر اننى لا احقد على أحد ولكننى أرصد الواقع و أسأل كم عدد المليارديرات والمليونيرات وكم عدد الفقراء؟

انها بالفعل بلد المتناقضات التى تسمح بكل هذا الغنى الذى بلا حدود وكل هذا الفقر الذى بلا حدود أيضا

لقد تحولت مصر الى مصرين: مصر العليا التى تتمتع بكل شىء ومصر السفلى المحرومة من كل شىء وذلك بفضل السياسة الحكيمة للحزب الوطنى الذى يوزع الفقر بالعدل والمساواة على الجميع ويسمح للافاقين والمغامرين والمحتكرين بالغنى الفاحش 

مصر مقبلة على كارثة ان لم ننتبه اليها والسكيورتى واسوار الكمباوندات لن تمنع الكارثة القادمة التى تسبب فيها الحزب بانجازاته المتوالية و الذى عزز الفواصل الطبقية التى جعلت مصر بها 3 مليون من المليارديرات و3 مليون من المليونيرات و5 مليون موجودين بشكل ما فى المنطقه الخضراء و65 مليون مش لاقين ياكلوا وهم اصحاب البلد الاصليين الذين يجب ان نخشى غضبتهم وبالمناسبة قادمة لا محاله فى ظل الانجازات التى اوجعنا بها الحزب الوطنى ورجاله الوطنيون عاما وراء عام