د. إبراهيم السايح
الغالبية العظمي من فقراء مصر وعاطليها ومعدميها لا يأنفون من تسول الرزق بل إنهم يتفننون في ابتكار مصادر عجيبة لهذا التسول.. بعضهم يستغيث بخادم الحرمين، ويطلب من جلالته شقة أو عقد عمل أو علاجاً علي حساب المملكة السعودية، وبعضهم يرسل خطابات استغاثة إلي أهل الخير في الامارات أو الكويت، وبعضهم يلتمس الخير من أي رئيس أمريكي طيب
مثل كارتر أو كنيدي، وبعضهم يقبع أمام الفنادق الكبري التي يقيم فيها الأمراء والأثرياء العرب أثناء وجودهم في القاهرة، وفريق منهم يلجأ إلي سفارة إسرائيل ويطلب منها مساعدته في العمل أو الزواج أو الفرار من الفقر المصري، فضلاً عن قطاعات أخري من الفقراء والمعدمين تتقاضي معونات شهرية منتظمة من السادة تجار المخدرات، والسادة تجار الانتخابات والسادة كبار لصوص الأراضي والآثار وآكلي مال النبي!!
وبعد تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم، وغيرها من اللعبات الرياضية، صار قطاع من الفقراء والبلطجية يعيش علي نفقة اللاعبين والمدربين والإداريين بالذوق أحياناً وبالعافية غالباً، بلطجية هذا القطاع تضم مجموعات من المشجعين العاطلين، وأصحاب السوابق، وهذه الفئة تتقاضي إتاوات ثابتة من اللاعبين والمدربين والإداريين مقابل الهتاف لهم أثناء المباريات أو الهتاف ضد منافسيهم في نفس النادي، فضلاً عن الدور المهم الذي يلعبه هؤلاء البلطجية في انتخابات الأندية الشعبية أو انتخابات البرلمان أو الأنشطة التزويرية والتلفيقية للحزب الوطني.أماالفقراء الغلابة فهم يلجأون إلي أي لاعب أو مدرب أو إداري ممن يحصلون علي بطولات أو مكافآت ضخمة، ويتسولون منه الإعانات المالية الدائمة أو المؤقتة.
عند حصول كرم جابر علي ميدالية المصارعة في الدورة الأوليمبية الماضية فوجئ بنصف سكان حي الجمرك ينتظرونه أمام منزله عساه يتصدق عليهم بجزء من الملايين التي حصل عليها، وعقب انتهاء الدورة الأفريقية الماضية في كرة القدم تفرغ اللاعب محمد أبو تريكة لتوزيع المعونات والصدقات علي الفقراء والمساكين والمرضي الذين حاصروا منزله ومقر النادي الأهلي.حتي اللاعب أحمد حسام «ميدو» المحترف في انجلترا مازال حتي الآن يواجه ابتزاز المشجعين وغيرهم كلما عاد إلي مصر في إحدي الإجازات.
الوحيد الذي امتلك شجاعة فهم وإعلان هذه الأوضاع المقرفة هو الكابتن حسام حسن، والذي صرح لجريدة «المصري اليوم» بأن النظام يوزع الفقر، والبؤس والتعاسة علي الغني والفقير، وأن الحل الوحيد أمام الأغنياء والموسرين هو الهروب من البلد قبل أن ينفجر بالجميع!!
Thursday, May 15, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment