Friday, February 8, 2008

خدع السياسيين

هاني درويش ـ عبدالمنعم فهمي

لا تخلو جعبة السياسيين من خدع، حتي لو فقد الساحر كل حيله، لكن في أقصي ركن بجرابه الممتلئ، تقع دائما كرة القدم، رصيد لا ينفد وخدعة أخيرة تصلح لكل العصور، ومع كل الشخصياتويوماً تلو الآخر تكتسب كرة القدم أهميتها من كونها أفيون الشعوب الحديث، بعد أن كان الدين في بعض الأقوال يتبوأ تلك المكانة، ها هي الساحرة المستديرة تخرج المذعورين من جحورهم، ليتصدروا مشهد البطولات، ومقصورة الأبطال.. لاحظنا كثيراً خلال البطولة الأخيرة بغانا تصدر الرؤساء والوزراء مقصورة المباريات، وتاريخ البطولة الماضية ليس ببعيد، فتشريفة الأسرة الرئاسية اعتلت المنصة ولوحت بالإعلام واقتسمت «بتواضع جم» فرحة الملايين بالكأس، حتي لو نسي عميدها «الرئيس» متابعة المباراة بشغف، يكفي تلويحه بالعلم لاقتناص فلاشات الكاميرات، ليصبح الوطن كرة ورئيساً، كثيرون يعتقدون أن «مشهدنا» الرئاسي في بطولة 2006 يمكن مقارنته بمشهد الرئيس شيراك في نهائي مونديال 1998، عندما ارتدي فانلة الديوك، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الفارق ضخم.. هو نفس الفارق بين مستوي الكرة لدينا ومستواها مثلا في فرنسا هناك، الرئاسة حقيقية كما الكرة حقيقية، فالحضور الرئاسي كما ظهر مثلا مع نيلسون مانديلا عام 1996 في نفس البطولة كان حضور البطل المنتصر سياسياً، لكن حضور أبناء الرئيس واتصالاتهم لا تعني إلا البحث عن تواصل مقطوع مع سبب البهجة الوحيدة في حياة المصريين، بهجة يستكثرونها علي الناس فيشاركونهم فيها، مشاركة المدرك أنه يتلصص ويقتسم البهجة مع ضحاياه.. لا أكثر

No comments: