د . محمد السيد سعيد
الشعب هو البطل... صحيح. والمنتخب الوطني الذي فاز بالدورة الإفريقية هو تجسيد للشعب المصري بامتياز. ورغم كل ما حدث في البلد من معاناة ومشاكل وانقلابات لصالح كل ما ليس شعبيا، صمد الوطنيون والتقدميون علي إيمانهم بالشعب. ويكفي أن يشهد الإنسان الشعب في جميع المدن المصرية بالأمس وبعد مباراة البطولة لكي يتأكد بنفسه من هذه الحقيقة.
ولكنني أعتقد أن الإعلام في هذه الدورة الإفريقية كان بطلا أيضا. وبطولة الإعلام أنه انتهز فرصة الدورة لكي يقدم إفريقيا المنسية في ثقافتنا لشعبنا. ومن الطريف أن بعض الشباب الذين لم يقرأوا كلمة واحدة عن إفريقيا من قبل صاروا خبراء في غانا وساحل العاج والمسكينة الكاميرون.. وبالمناسبة عندي اقتراح بدعوة هذا الفريق المسكين وتمكينه من كسب مباراة ودية "كده وكده" في يوم ما قريب تعويضا عما فعله معه المنتخب الوطني!ونحن نهنئ القسم الرياضي والزملاء جميعا بـ «البديل» الذين راهنوا علي الفوز من اللحظة الأولي.ولأن الإنسان عدو ما يجهل، كنت قد عارضت التوسع في تغطية الدورة الإفريقية من صفحتين إلي أربع صفحات. فأنا أحد عناصر القبيلة المتلاشية التي لا تهتم بالكرة إلا تحت تهديد السلاح.
ورغم حبي لأبو تريكة وحسني عبدربه لم أكن واثقا في أن النتيجة ستكون في صالحنا.الفضل يعود لشباب القسم الرياضي عندنا والذي صنع أحد أجمل الأقسام الرياضية في الصحف المصرية. وأصر رئيس القسم الشاب كريم فاروق علي أننا سنفوز بالدورة الإفريقية، وأن الموضوع يستحق تخصيص أربع صفحات كاملة: أي ربع الجريدة. ولأن الخلاف الصاخب وصل إلي عنان السماء فقد انقسمت الجريدة إلي أقلية من شخص واحد هو رئيس التحرير والجميع. وانتصرت الأغلبية الشعبية... وكانوا أولاداً.. واثقين تماما من الفوز.
وأجمل ما في الأستاذ كريم هو أنه يثق في الشعب رغم أنه ليس من مواليد السيدة ولا العباسية بل يكاد لا يعرف معظم الأحياء الشعبية في القاهرة ولم يجرب بلاهة الجوع ولا خفة الدم واليد. الطريف أنه وهو صحفي مرموق يكتب بالفرنسية بالثقة ذاتها التي أودع بها أبو تريكة الهدف الأخير في الدورة مر بالعلم علي شوارع القاهرة التي لا يعرف أسماءها وهو يرفرف، وتصرف مثلي أنا ابن الأحياء الشعبية جدا..عجبي.
مبروك لكريم وهذه الأجيال الشابة، ونتمني عليهم أن ينقلوا هذا الحماس من الكرة إلي الكتب.. طيب الأحزاب؟ بلاش.. طيب الجمعيات؟ طب خليها الحرية بشكل عام. إيه رأيكم؟
Wednesday, February 13, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment