Wednesday, August 6, 2008

لماذا فشلنا في صناعة اللوبي

بقلم: ‏جمال الشاعر




جورج البهجوري عندما قابلته في باريس كان في غاية الانزعاج والقلق من تهديدات بالاعتداء عليه‏,‏ لأن إسرائيل عرضت لوحاته الكاريكاتورية في تل أبيب‏..‏ وتطرق حديثنا إلي ألاعيب إسرائيل وأهمية اختراق اللوبي اليهودي في فرنسا وغيرها‏..‏ وأن المهاجرين العرب عليهم دور كبير في ذلك‏..‏ للأسف المهاجرون المصريون في اوروبا يصرون علي تشديد الهاء وحذف الألف يقولون نحن المهجرون‏..‏ أي انهم اضطروا للهجرة‏..‏ أمام جامع باريس الكبير في ميدان مونج تقابل تشكيلة من المهاجرين العرب من المغرب والمشرق‏.‏ يعيشون بأجسادهم في المهاجر وأرواحهم في البلد الأم‏..‏ قرابة خمسة ملايين عربي ومسلم في فرنسا لا يحملون بطاقات انتخابية ويتجنبون كل كلام يؤدي إلي السياسة‏..‏ إنهم يبحثون عن لقمة العيش وفقط‏..‏ أما حكاية اللوبي العربي والاندماج مع المجتمع الفرنسي فهي تبدو أمامهم مسائل مستحيلة‏..‏ أذكر عندما كنا في معرض فرانكفورت‏,‏ وكان الكتاب العربي هو ضيف الشرف‏,‏ أثيرت مسألة عزوف الجاليات العربية عن المشاركة‏,‏ وفسرها المعلقون السياسيون بأنها ميراث المخاوف الذي يصطحبه المهاجرون معهم في حقيبة السفر من بلادهم‏..‏ ثم اذكر مرة أخري في ديترويت الامريكية كانت جامعة الدول العربية تراهن علي الشراكة الاقتصادية والثقافية في المنتدي الاقتصادي الأمريكي العربي منذ سنوات‏,‏ وأيامها أيضا انفجرت المناقشات حول موضوع اللوبي العربي‏..‏ عمرو موسي كان يجاهر برغبة العرب وحقهم في إنشاء لوبي قوي يواجه جماعات الضغط اليهودية في امريكا‏..‏ عشرات السنوات تمر ولا نتقدم خطوة واحدة نحو صناعة لوبي عربي في امريكا أو أوروبا‏..‏ ما هي الأسباب؟‏!..‏ أولا لا توجد إرادة عربية موحدة أصلا في الجامعة العربية‏..‏ فكيف نطلب من المهاجرين أن يتحدوا؟‏..‏ ثانيا المهاجرون في همنا مدعوون وفي فرحنا منسيون‏..‏ ثالثا القنصليات والسفارات العربية ليست لديها أجندة واضحة نحو صناعة لوبي عربي‏..‏ رابعا الجنسيات العربية في المهجر هم نتاج ثقافة القبلية والعصبيات مع انهم يرددون حديث النبي صلي الله عليه وسلم من دعا الي قبلية فقد دعا الي جاهلية‏..‏ في فرنسا لدينا فرصة رائعة لصناعة لوبي مصري وعربي‏..‏ الصحفية نجاة عبدالنعيم كانت دليلي الي الجالية المصرية في باريس وجماعة حورس والبيت المصري كلهم وبروح وثابة من د‏.‏كامليا صبحي والقنصل المصري أحمد عزت يتحركون بشكل مؤسسي ورسمي‏..‏ ما هي المشكلة إذن؟‏!..‏ المشكلة هي الرئاسة من سيكون رئيس اللوبي؟‏..‏ ومن سيكون صاحب الحظوة في الظهور الإعلامي ومصافحة كبار المسئولين؟‏..‏ فكرة الاندماج في اتحاد كبير تهدد الموقع الرئاسي لرؤساء الجمعيات الصغيرة المختلفة‏..‏ ما هو الحل؟‏!..‏ يبقي كل رئيس في مكانه ويتم انتخاب رئيس للإتحاد دون الدخول في متاهات جانبية‏..‏ هذه إرهاصات مبشرة ومبادرة رائعة من عبدالرازق عكاشة وصالح فرهود وعاطف طرفة وآخرين رائعين لديهم الخبرة والرؤية والحماسة والوعي بأهمية صناعة اللوبي‏..‏ بقيت الدعامات والمساندات التي يجب أن تقدمها وزارة الخارجية المصرية لهم‏..‏ تأخرنا كثيرا في هذه الخطوة وحرمنا أبناء المهجر من التواصل مع مصر‏..‏ وحرمنا مصر من عبقريات وكنوز وأموال وطاقات المهاجرين الذين يمثلون في رأيي رصيدا استراتيجيا لمشروع نهضوي وحداثي مصري‏..‏ نحن في حاجة إلي المهاجرين بقدر ما هم في حاجة إلينا‏..‏ وأخشي أن تفلت الفرصة فنصبح كمن يقول لهم يا معشر المهاجرين أنتم بلا أنصار‏.‏

No comments: