بقلم: جمال الشاعر
جورج البهجوري عندما قابلته في باريس كان في غاية الانزعاج والقلق من تهديدات بالاعتداء عليه, لأن إسرائيل عرضت لوحاته الكاريكاتورية في تل أبيب.. وتطرق حديثنا إلي ألاعيب إسرائيل وأهمية اختراق اللوبي اليهودي في فرنسا وغيرها.. وأن المهاجرين العرب عليهم دور كبير في ذلك.. للأسف المهاجرون المصريون في اوروبا يصرون علي تشديد الهاء وحذف الألف يقولون نحن المهجرون.. أي انهم اضطروا للهجرة.. أمام جامع باريس الكبير في ميدان مونج تقابل تشكيلة من المهاجرين العرب من المغرب والمشرق. يعيشون بأجسادهم في المهاجر وأرواحهم في البلد الأم.. قرابة خمسة ملايين عربي ومسلم في فرنسا لا يحملون بطاقات انتخابية ويتجنبون كل كلام يؤدي إلي السياسة.. إنهم يبحثون عن لقمة العيش وفقط.. أما حكاية اللوبي العربي والاندماج مع المجتمع الفرنسي فهي تبدو أمامهم مسائل مستحيلة.. أذكر عندما كنا في معرض فرانكفورت, وكان الكتاب العربي هو ضيف الشرف, أثيرت مسألة عزوف الجاليات العربية عن المشاركة, وفسرها المعلقون السياسيون بأنها ميراث المخاوف الذي يصطحبه المهاجرون معهم في حقيبة السفر من بلادهم.. ثم اذكر مرة أخري في ديترويت الامريكية كانت جامعة الدول العربية تراهن علي الشراكة الاقتصادية والثقافية في المنتدي الاقتصادي الأمريكي العربي منذ سنوات, وأيامها أيضا انفجرت المناقشات حول موضوع اللوبي العربي.. عمرو موسي كان يجاهر برغبة العرب وحقهم في إنشاء لوبي قوي يواجه جماعات الضغط اليهودية في امريكا.. عشرات السنوات تمر ولا نتقدم خطوة واحدة نحو صناعة لوبي عربي في امريكا أو أوروبا.. ما هي الأسباب؟!.. أولا لا توجد إرادة عربية موحدة أصلا في الجامعة العربية.. فكيف نطلب من المهاجرين أن يتحدوا؟.. ثانيا المهاجرون في همنا مدعوون وفي فرحنا منسيون.. ثالثا القنصليات والسفارات العربية ليست لديها أجندة واضحة نحو صناعة لوبي عربي.. رابعا الجنسيات العربية في المهجر هم نتاج ثقافة القبلية والعصبيات مع انهم يرددون حديث النبي صلي الله عليه وسلم من دعا الي قبلية فقد دعا الي جاهلية.. في فرنسا لدينا فرصة رائعة لصناعة لوبي مصري وعربي.. الصحفية نجاة عبدالنعيم كانت دليلي الي الجالية المصرية في باريس وجماعة حورس والبيت المصري كلهم وبروح وثابة من د.كامليا صبحي والقنصل المصري أحمد عزت يتحركون بشكل مؤسسي ورسمي.. ما هي المشكلة إذن؟!.. المشكلة هي الرئاسة من سيكون رئيس اللوبي؟.. ومن سيكون صاحب الحظوة في الظهور الإعلامي ومصافحة كبار المسئولين؟.. فكرة الاندماج في اتحاد كبير تهدد الموقع الرئاسي لرؤساء الجمعيات الصغيرة المختلفة.. ما هو الحل؟!.. يبقي كل رئيس في مكانه ويتم انتخاب رئيس للإتحاد دون الدخول في متاهات جانبية.. هذه إرهاصات مبشرة ومبادرة رائعة من عبدالرازق عكاشة وصالح فرهود وعاطف طرفة وآخرين رائعين لديهم الخبرة والرؤية والحماسة والوعي بأهمية صناعة اللوبي.. بقيت الدعامات والمساندات التي يجب أن تقدمها وزارة الخارجية المصرية لهم.. تأخرنا كثيرا في هذه الخطوة وحرمنا أبناء المهجر من التواصل مع مصر.. وحرمنا مصر من عبقريات وكنوز وأموال وطاقات المهاجرين الذين يمثلون في رأيي رصيدا استراتيجيا لمشروع نهضوي وحداثي مصري.. نحن في حاجة إلي المهاجرين بقدر ما هم في حاجة إلينا.. وأخشي أن تفلت الفرصة فنصبح كمن يقول لهم يا معشر المهاجرين أنتم بلا أنصار. |
No comments:
Post a Comment