بقلم : حسن المستكاوي
كان اتصالها التليفوني مفاجأة.. إنها جوليانا من سفارة الصين بالقاهرة, وكان الغرض من اتصالها أن تتقدم بالشكر لتغطية الأهرام لدورة بكين, ولبعض المقالات التي أشدنا فيها بأداء هذه الأمة العملاقة في الألعاب الأوليمبية, وكيف كانت دورة بكين عامرة بالانبهار.. وأعتقد أن جوليانا اتصلت بزملاء وكتاب آخرين, فمن لم تبهره بكين؟! وأظن أيضا أن سفارات الصين في كل دول العالم اهتمت بما كتبته الصحف, وبتغطية جميع وسائل الإعلام.. وأجريت اتصالات هاتفية مماثلة للتعبير عن الامتنان. وعلي الرغم من كلمات الإعجاب التي أخذت أرددها لجوليانا بشأن الصين, وليس بشأنها, حتي لا يفهمني أحد غلط, فقد أدهشني أنها قالت: كانت هناك أوجه قصور.. وسوف نتعلم من الأخطاء! حين انتهت جوليانا من جملتها شعرت بأني أرغب في ضرب رأسي بالحائط أو الإطاحة بوجهي بيدي.. فالصين التي أبدعت وبهرت العالم وقدمت استعراضا لحاضرها وحضارتها, ومزجت بين تقاليدها الموروثة وانفتاحها علي الغرب والعالم.. ونظمت أفضل دورة في تاريخ الألعاب الأوليمبية.. الصين الرائعة تقول بكل تواضع سنتعلم من الأخطاء.. أية أخطاء يا جوليانا.. لم نشاهد ولم نعلم بخطأ واحد؟! الاهتمام بالإعلام وتوجيه الشكر علي تغطية الدورة الأوليمبية, مع أنه لا شكر علي واجب, يؤكد أن الدول الكبري تهتم بكل التفاصيل حتي لو صغرت, وبكل رأي حتي لو كان باللغة الأوردية أو الكردية.. لكن يبقي من اتصال جوليانا, التي تتحدث بلغة عربية درستها في بلادها, أنها تري أن الصين سوف تتعلم من الأخطاء.. أية أخطاء.. إني أعرف ناسا يقعون في أخطاء كما يتناولون الدواء.. خطأ قبل الأكل, وخطأ بعد الأكل, وهم لايعترفون بخطأ واحد, ولا يرون خطأ واحدا.. وهم دائما يقولون إن كل شيء تمام, لدرجة أنه لو وقع زلزال في الصين, فإنهم يسارعون بالقول: المصريون في الصين بخير وربما لا يكون هناك مصري واحد في الصين لكنهم اعتادوا علي أنه لا توجد أخطاء.. كأن الحكومة تستحق الحساب علي زلزال وقع في الشرق الأقصي.. ومع أننا أمة بلا أخطاء فإني أنظر حولي, وأري الأخطاء ملقاة فوق الأرض مثل أشلاء جثث ضحايا حادث علي الطريق الصحراوي.. الصبر يارب! |
No comments:
Post a Comment