وسقط الغضنفر وبقي كثيرون، سقط أحدهم، بعضهم آيل للسقوط، إن لم يكن اليوم فغدًا أو بعد غد، وإن غدًا لناظره قريب.
من يقع يسد بركته.. هذا ما وجدنا عليه آباءنا، هشام وقع في البركة، في أيدي العدالة، شنق نفسه، أغلق علي نفسه الدائرة، لم يكن ذكيا كأقرانه.
ابتلينا علي آخر الزمان بحفنة من القتلة في ثياب أنيقة، يخفون رائحة الدماء في أياديهم بالعطور الباريسية، ويغسلون العار بالمساحيق الأمريكية، ويهربون من المساءلة بالفيراري الإيطالية.
جميعاً علي تلك الشاكلة الإجرامية الاحترافية، هشام متهم بقتل سوزان تميم خارج الحدود، هم قتلونا داخل وخارج الحدود، في البر وفي البحر، من يقبض عليهم، من يوجه إليهم الاتهام؟! لا أعتقد أن المستشار عبدالمجيد محمود لديه ترخيص بالقبض الجماعي.
مجرم في القفص، هناك مجرمون طلقاء، من يكبح جماحهم، من يتصدي لغرورهم، من يلزمهم جادة الصواب، تمامهم عند من، في أيدي من، من يقودهم، من يسوسهم، من يحميهم ويسدد الفواتير من ورائهم؟!
منك لله ياهشام، قلّبت علينا المواجع، مواجع أمانة السياسات ورجال أمانة السياسات، وسياسات أمانة السياسات.. صار مطلباً وطنياً تفكيك تلك الأمانة وما يتفرع عنها من لجان ومجالس (المجلس الأعلي للسياسات) وتسريح منتسبيها - منهم هشام، بعضهم علي شاكلة هشام.
من قبيل الأمانة الوطنية التخلص من تلك الأمانة، صارت منطقة جذب للقتلة المحترفين، أكبر تجمع للعائلات البيزنسية عرفته مصر الحديثة، المصلحجية يجتمعون، رجال مال وأعمال، ومقاولات وأصحاب مكاتب استشارية وتوكيلات أجنبية، ومافيا أراضي الدولة، ومليارديرات الحرام.
الأمانة أبعد ما تكون عن الأمانة في تصويب المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهذا البلد، إنما هي تعبير عن كارتلات مصالح، ترسم سياسات واقتصاديات البلد للتخديم عليها، وتترجم تلك السياسات إلي مليارات، والمليارات تدخل إلي المصارف، والمصارف تغسلها بمياه أمانة السياسات، بإضافاتها البحثية، تغسل أكثر بياضًا.
الأمانة صارت الباب الملكي للتوزر والترقي والترؤس، منها يتخرج الوزراء ورؤساء البنوك والشركات وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات.. عضوية أمانة السياسات اختصار للطريق واغتصاب للمناصب، وإحصاء بسيط لرؤساء البنوك والشركات المعينين من رجال الأمانة، تشير لا تومئ بالمطلوب إثباته.
أمانة السياسات، إن شئنا الدقة، استلبت الحزب، صارت حزبا داخل الحزب، استلبت الوطن، صارت جيتو رأسمالياً، لايؤمن بغير قوي المال، وأصبحت مثل قطعة السكر يجتمع عليها نمل الحزب، والحراك داخل الأمانات الفرعية واللجان المتخصصة، ليس لتوليد الأفكار المدهشة، ولكن لابتكار سبل يقترب بها العضو خطوة نحو أمين الأمانة.
أي نجاح هذا الذي ينسب لأمانة السياسات؟! نفر من خريجيها في عداد القتلة المحترفين، قتل فردي وإغراق جماعي، وبعض من منتسبيها من المحتكرين المستلبين ثروة شعب من الفقراء، يجلسون جنب حيطة الوطن تأكلهم الحسرة.
صارت موئلا لجماعات من المنافقين، الذين يتولون الترويج والتبشير بالتوريث، وتجمعات من المدلسين يحملون أرقي الدرجات العلمية يسخرونها في التهيئة، يهيئون العريس، النجاح الوحيد للأمانة أنها جمعت كل المكروهين في أمانة، والأمانة صارت عبئا علي الحزب، وعلي النظام.. نفر من رجال أمانة السياسات أساءوا بشدة للنظام.
No comments:
Post a Comment