Tuesday, April 15, 2008

حزب الـفيس بوك

بقلم حمدى رزق

تحتاج قدراً من الشجاعة للإجابة عن سؤال إجباري: ما الفارق بين حزب الـ«فيس بوك» وأحزاب المعارضة جمعاء؟ الإجابة - أي إجابة - كافية لاستنزال اللعنات والهجائيات، وجميعها بلا استثناء، ستتهمك بالوطنية نسبة إلي الحزب الوطني، عجباً، تهجو الوطني يطربون، وإذا مسستهم يرجمون.
الفارق بين حزب الفيس الصغير وحزب الوفد الكبير.. كبير، حزب فيفي - اسم الشهرة لحزب الـ«فيس بوك» - لم تمن عليه السماء بزعيم، السماء عادة ما ترسل إلي حزب الوفد، كل عقد، زعيماً يجدد عليه شبابه، شباب الفيس أصلاً جدد - ع الزيرو- لا يحتاجون عمرات، إسراء عبدالفتاح مشروع زعيمة في وطن ذكوري يقدس الزعماء.
الفيسيون لا يعرفون عيد الجهاد، لم يجاهدوا في الوطن حق جهاده، ولا يعلقون الشعار «الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة»، لا يفرقون بين الأُمة والأَمة، بضم الألف في الأولي وفتحها في الثانية، «عيال متظبطة ع النت ملعلطة»، الوفد يمتلك صحيفة يومية خضراء من غير سوء، أسسها فؤاد سراج الدين في العام ١٩٨٤، ولا تزال تصدر برئاسة تحرير عباس الطرابيلي، ويحررها من الجلدة للجلدة زعيم العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، محمود أباظه.. هو المحرر الأول، والمصدر الأول، والفتي الأول، صورته بتوزع الجورنال، خطبه مانشيتات، مداخلاته الفضائية مقالات، حضوره مجلس الشعب افتتاحيات.. إن صمت فهو الجلال بعينه، وإن تحدث آية من الكمال.
الفارق بين حزب الفيس وحزب التجمع، أن الفيس حزب مستقبلي بلا رئيس، والثاني حزب ماضوي جاثم علي صدره رئيس حتي يسكنه القبر، أخشي أن يتولي الدكتور رفعت السعيد - بعد دفن التجمع - رئاسة حزب الفيس، لن نحتاج إلي تدخلات أمنية بعدها، لا إضرابات ولا اعتصامات ولا إسراء ولا غيره، كله في ثلاجات كريم الدولة.
ثاني فارق طبيعي أن حزب الفيس تنقصه مراجع تأطيرية للصفقات النظامية، فتاوي سياسية تحلل زواج المتعة بين التجمع والوطني، حزب الفيس بريء براءة الأطفال في عينيه، لم يصل الي مرحلة البجاحة في عقد الصفقات والدفاع عنها باعتبارها حقا.
نكتة.. عدد من أعضاء حزب الفيس نجحوا بالتزكية في انتخابات المحليات، هذا هو الفارق، التجمع بيكسب الانتخابات بعرق جبينه، بيرفض التزكية، أحلي من الشرف مفيش، وقيل في رئيسه المزمن الدكتور رفعت السعيد قوي (الشهير بمستر هابي، كما ينادونه في القنوات الأجنبية) فإذا عارضت فأنت أم أو أب.
يصعب قياس الفارق بين الحزب الناصري وحزب الفيس، زعيم الناصري متوارٍ عن الأنظار في المنيل، زعيمة الفيس ترفع علامة النصر من عربة الترحيلات، الأستاذ ضياء سايب الحزب مظلم، إسراء منورة الإنترنت، يسيرون حملة «تضامنا مع إسراء» بعض الفيسيين ناصريون مخلصون هاربون من الضياء.
اعتزل الحاج أحمد الصباحي، رئيس حزب الأمة، السياسة، احتجاجا علي عفاريت الـ«فيس بوك»، السياسة عيلت، العولمة ليست اختراعا، بل هي أم الاختراع، اخترعنا الكرة الصاروخية في شبابنا، ارتدت في وجوهنا، العالم سرقها، الفيسيون من أحفاد الحاج احمد عليهم واجب وأمانة استرداد الكرة الصاروخية، براءة الاختراع تحت الطربوش.
الفيسيون والإخوان يشتركان في عدم اعترافهما بلجنة الأحزاب، يفضلان الأحزاب الافتراضية، مستمتعان بوضع اليد، ما يسمي الواقعية السياسية المفتعلة، الفارق أن الفيسيين ليس مقرراً عليهم قراءة رسائل المرشد عاكف المكني بـ«أبورسالة» أسبوعياً.

No comments: