بقلم د. طارق الغزالي حرب
كم كان الأستاذ الكبير سلامة أحمد سلامة رائعاً وهو يكتب في عموده المتميز بأهرام ١٣/٤ تلك الكلمات الوطنية الصادقة المعبرة عما يجيش في صدور الملايين من أفراد هذا الشعب المغلوب علي أمره والكاشفة الفاضحة لبضع عشرات من الإعلاميين ينتشرون كما تنتشر الحشرات الضارة والقوارض المؤذية والثعابين السامة بعد أن خرجوا من أكوام ما سماه الكاتب الكبير «القمامة السياسية والإعلامية»، ليظهروا في البرامج التليفزيونية والفضائيات المختلفة، وليكتبوا في الصحف التي خربوها وأضاعوها، هراء فارغاً لا يقرؤه أحد، لقد كتب الأستاذ سلامة في ختام هذا العمود «لو قرأت ما تخطه أقلام هؤلاء الكتبة وصدقت أنهم يعكسون رأي من بيدهم القرار، فقل علي مصر السلام!!»، إنني فقط أريد أن أطمئن الكاتب الكبير أن هؤلاء لا يعكسون رأياً لأحد بعينه فيما أعتقد..
فهؤلاء الذين يقصدهم - ويعرفهم الناس جميعاً حين تطل وجوههم الكالحة المستفزة علي شاشات التليفزيونات - لا يهمهم في قليل أو كثير ما يواجهه النظام القائم من مسؤوليات ومشاكل ولا يفكرون في مستقبل هذا البلد ومصير شعبه حتي وهم يرونه يمضي بخطاً واسعة علي طريق الانحدار والانهيار، إنهم لا يفكرون حين يتكلمون أو يكتبون إلا في بضعة أشياء تافهة تنشغل بها عقولهم الضيقة، تتمحور حول مصالحهم الخاصة..
فأنت حين تسمعهم أو تقرأ لهم وهم يبررون ويكذبون ويجملون سياسات وقرارات وتصريحات أركان النظام والحزب الحاكم، لا تجد صعوبة في إدراك أن كلماتهم تخرج من أطراف ألسنتهم وأنها لا تصدر عن اقتناع أو إيمان بأي شيء، وبالتالي فإنها لا تقنع أحداً..
فقلوبهم قد كساها الصدأ من كثرة ما يكذبون وينافقون، ولم تعد ترق لأحوال ملايين المصريين المطحونين الذين لا يرونهم ولا يتعاملون معهم، وكل علاقتهم بهم هي بضع كلمات خائبة عما يسمونه «البعد الاجتماعي» ترددها ألسنتهم وتعيد وتزيد في كلمات يظنون أنهم ينجحون بها في نفاق ملايين الفقراء والبؤساء كما ينافقون أسيادهم وأولي نعمتهم.. وعقولهم مشغولة بأشياء أخري هي الأهم بالنسبة لهم.. فهناك المصالح التي سيقضونها بالتليفونات مع كبار المسؤولين سواء لهم أو لأقربائهم ومحاسيبهم.. وهناك طلبات التعيين التي يجب أن يقضوها لأولادهم وزوجاتهم في وظائف وهمية يتقاضون عنها الآلاف المؤلفة من الجنيهات..
وهناك قطع من الأراض التي حصلوا عليها بأثمان زهيدة ومتي سيبيعونها وكم وصل ثمنها الآن.. وهناك القصر الذي يبنيه كل منهم في أحد المنتجعات الجديدة التي تنتشر هذه الأيام بأسوارها وحراسها، وما يبنيه لأولاده وزوجاته.. هناك فيلا الساحل الشمالي وكيفية استغلالها وتجميلها والحفاظ عليها، وكذلك الشاليه الفخم علي البحر الأحمر!! عقولهم مشغولة كذلك بما هو أهم.. وهو كيفية تأمين حياتهم ومستقبلهم في حال انتفض هذا الشعب الخانع يوماً وهو أمر ليس ببعيد أو عزيز علي قدرة الله سبحانه وتعالي الذي يغير ما بين طرفة عين وانتباهتها من حال إلي حال!!
بالله عليكم كيف لعقول مشغولة بكل هذا، وقلوب كساها الصدأ كما قلت من كثرة الكذب، وأجساد معزولة عن الناس في سيارات فاخرة يقودها السائقون وتحيط الستائر نوافذها، كيف لهؤلاء أن يتحدثوا وأن يحللوا ما حدث في المحلة من عمالها وشبابها، ممن سموهم بالرعاع والغوغاء؟!
حقاً إذا لم تستح فافعل ما شئت.. وقل واكتب ما شئت.. ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
Saturday, April 19, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Smartphone, I hope you enjoy. The address is http://smartphone-brasil.blogspot.com. A hug.
Post a Comment