د. إبراهيم السايح
«مصر لم ولن تفرط في سيادتها أو دماء أبنائها».. هذا نص التصريح التاريخي الذي تفضل به السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري المصري رداً علي جريمة القتل التي تفضلت إحدي السفن الأمريكية الشقيقة بارتكابها ضد أحد البحارة المصريين منذ عدة أيام.
لم يكن الأستاذ صفوت الشريف في حاجة إلي مثل هذا التصريح الوطني التاريخي بالغ القوة والوضوح، فكل العالم يعرف أن مصر مبارك لا تفرط في سيادتها أو دماء أبنائها، وكل العالم مازال يتذكر المواقف العظيمة الصارمة للسيد صفوت الشريف إزاء كل الجرائم والتجاوزات والجنح والجنايات التي ارتكبتها الدول العظمي والوسطي والصغري في حق مصر.
يوم أذاعت إسرائيل الشقيقة مأساة الأسري المصريين الذين تفضل جيشها بدفنهم أحياء في حرب 67 وقف السيد صفوت الشريف نفس الموقف البطولي الرائع وصرح بأن مصر لم ولن تفرط في سيادتها أو دماء أبنائها.ويوم مصرع طفلة مصرية برصاصة إسرائيلية شقيقة علي الحدود المصرية ـ الإسرائيلية، غضب الأستاذ صفوت الشريف وقال إن مصر لم ولن تفرط في سيادتها أو دماء أطفالها.
ويوم قام جيش الدفاع الإسرائيلي ـ الشقيق أيضاً ـ بضرب رفح المصرية وهدم منازلها، وقف الأستاذ صفوت والأستاذ فتحي والأستاذ بكري وقالوا جميعاً إن مصر لم ولن تفرط في سيادتها أو دماء مواطنيها.ويوم حاولت حركة حماس ـ غير الشقيقة ـ أن تجبر مصر علي فتح حدودها أمام العالقين والجائعين والمحاصرين والمرضي من أبناء فلسطين، أناب الأستاذ صفوت الشريف زميله الحاج أحمد أبوالغيط في الإدلاء بتصريح رهيب قال فيه إن مصر لم ولن تفرط في سيادتها، وأنها سوف «تكسر رجل» أي شخص يحاول اقتحام حدودها!!ا
لأستاذ صفوت الشريف وزملاؤه الأبرار لا يكذبون ولا يبالغون و«لا يضربون» التصريحات علي طريقة إخوانهم ضاربي البانجو أو البودرة أو البرشام، وإن كنا نلومهم لأن كلامهم الكبير لا يقابله أي إجراء عملي فإن السبب في ذلك هو جبن الأطراف الأخري التي تبادر بالاعتذار عن جرائمها قبل ضربها والقصاص منها. وهو نفس الاعتذار الذي قدمه الديناصور الأستاذ «أبولمعة» في إحدي حلقات «ساعة لقلبك» قبل أن يحبسه أبولمعة في مصيدة الفئران!!!
Friday, April 4, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment