Saturday, December 8, 2007

سيارات القاهرة

محمد مصطفي شردي

تفاقمت مشكلة المرور في العاصمة واختنقت شوارعها بدرجة بشعة بدأت تؤثر علي العمل والاقتصاد. وأصبح الذهاب إلي أي موعد في القاهرة بمثابة قرار غير محمود العواقب، فأنت لا تعلم متي ستصل الي موعدك... ولا متي ستعود وتلقي بنفسك في غابة من السيارات والعادم والازدحام لتلعن اليوم الذي قررت فيه أن تخرج من مكتبك إلي الموعد. ولاشك ان صراخ المواطنين قد وصل الي قيادات المرور في القاهرة...
ومنذ فترة خاصة في أعقاب شهر رمضان وبداية المدارس. ولكن وللأسف لم نلمس أي تطور أو أي محاولة لمجرد التنظيم والتدخل السريع. كل شيء مازال يجري بلا تنظيم علي الاطلاق.
ولقد تعجبت عندما قرأت خبر التكليف الصادر من الدكتور احمد نظيف الي الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بتشكيل لجنة لوضع اقتراحات خاصة بتحديد سقف اعداد السيارات التي تسير في شوارع القاهرة واقتراح كيفية الحد منها ووضع شروط خاصة بالأمن والمتانة يتم تطبيقها بحزم عند الترخيص. وتعجبي هو ان رئيس الوزراء حدد نوعية الحل المطلوب من اللجنة، لم يطلب منهم اقتراح حلول بل كلفهم بدراسة كيفية تطبيق حل بعينه. أي أن الحكومة قررت الحل. وهو غالباً شبيه بالحل الذي حاولت بعض عواصم العالم تطبيقه بتخصيص يوم لسير السيارات ذات الأرقام الفردية وآخر للأرقام الزوجية.
وهذا الاقتراح لن ينجح أبداً في مصر لأن أساس تطبيقه هو توفير البديل.. والبديل مش موجود وهو النقل الجماعي أو وسائل المواصلات المحترمة. فلا هيئة النقل العام تقدر علي توفير مواصلات آدمية بأسطولها الذي أعلنت انه متهالك ولا يصلح للسير. ولا المترو بتكدسه واعطاله وإدارته يستطيع أن ينقذ العاصمة. وبما أننا بلد بتاعة وسايط ولا نلتزم بأي قانون أو قاعدة أبداً فلن يستطيع أي نظام تطبيق أي خطة مثل هذه.
والحل، أقول للسادة في المرور وللمحافظ وللسيد رئيس الوزراء. لو بدأ المرور فعلاً في التحرك لايقاف وضبط الميكروباصات التي تهدد الأرواح وتسير بلا أرقام وبحالة متهالكة سنبدأ في حل الأزمة.
وبعد الميكروباصات هناك تنظيم عمليات الوقوف علي الكباري ومنع مخالفات سائقي الأوتوبيسات. ويستطيع المحافظ ان يساعد بشراء أي أرض فضاء في أي مكان بالقاهرة ويبني جراجات متعددة الطوابق، بدون محلات ولا وجع دماغ.

ثم ان القاهرة أو مصر هي احدي الدول القليلة في العالم التي يمكن استخراج رخصة سيارتك أياً كانت حالتها لو فتحت مخك... وعندنا سيارات تعمل منذ أكثر من 50 عاماً وتسير في الشوارع، قبل ان نفكر في منع سير بعض السيارات ابدأوا أولاً حلولاً صغيرة في عدة قطاعات وستجدون انها طريقة أسرع لحل الأزمة.

No comments: