جمال بدوى
انتشرت في أوساط الادارة العليا، وبين كبار المسئولين، عبارة »أنا ماحدش يلوي ذراعي«.. وكان أحدث الناطقين بها -حسب رواية »المصري اليوم«- الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية، في أزمته الحالية مع العاملين في الضرائب العقارية، فهو يعترف بأنهم »تعبانين وحالتهم سيئة« إلا أنه يري أن حل الأزمة يتم في الوقت الذي يراه هو مناسبا، وليس في الوقت الذي يناسبهم، وهو ينظر إلي استمرار الاعتصام علي أنه محاولة منهم لإجباره علي سرعة البت، ولايري حرجا في دوام الاعتصام بالشارع في هذا البرد الشديد »!!«
** والمفروض في طبقة الوزراء ومن في مستواهم أنهم خدام للشعب وأن مهمتهم الاساسية هي تلبية حاجات المواطنين، وتوفير عناصر الراحة والطمأنينة والأمان للفئات التي تشكو الظلم والعنت، ودستورنا ينص علي أن السيادة للشعب، وهو نص ليس مجرد شعار براق نتشرف به ونتباهي امام الأمم، ولكن المفروض أن يترجم إلي سلوك عملي تلتزم به الدولة ورجالها لازالة كل مظاهر الظلم حتي يصل العدل إلي مستحقيه.
** لقد انعكست الآية: وتحولت الطبقة الحاكمة إلي فئة علوية ممتازة لاتقبل الازعاج أو التدخل في شئونها، وفرضت علي نفسها حصانة غير مكتوبة، وتحولت الفئات الشعبية إلي شراذم مهضومة الحق، مسلوبة السيادة، ولاتملك سوي الاعتصام في الشوارع والوقوف علي أبواب الوزراء في انتظار الفرج»!!«
** كيف يتذوق الحكام طعم النوم والكثرة الغالبة من الشعب تبيت علي الطوي، وتستجدي الطعام والعلاج والدواء من أيدي المحسنين، ومتي سيضع الوزراء ومن إليهم من أركان الحكم، نصب أعينهم تخفيف ويلات الفقراء والمستضعفين وأصحاب الحاجات الذين يصرخون في البرية، ولكن البعض يزعجهم الصراخ لانه يثير أعصابهم فيحسبونه »ليا« للذراع.
Monday, December 10, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment