Tuesday, December 11, 2007

الشفقة

أشفقت علي مالية السلطان قابوس الذي لم يتحصل حتي تاريخه إلا علي 500 مليون دولار هو مجموع ما يملكه من حطام الدنيا، وهو مبلغ أعرف أن الكثير من أصدقائي ( الغلابة) قد تجاوزوه منذ فترة طويلة،، والرجل يحكم سلطنة عمان منذ مدة لم أعد اذكر من طولها متي بدأت ولا يبدو أن لها نهاية، مثله مثل بقية حكام العرب، تعرف متي تبدأ مدة حكمهم ولكنك لا يمكن أن تعرف نهايتها لأنه لا يعلم موعد الموت غير الله سبحانه وتعالي، ومع ذلك بقي السلطان في ذيل قائمة فقراء حكام العرب الذين نشرت مجلة فوربس ثروات بعضهم في الجردة الأخيرة لثروات مشاهير العالم والتي أعلنت مؤخراً.
ولفت نظري أن الحكومة السعودية حظرت النسخة العربية لمجلة فوربس، بسبب مقال اقتطع من قائمة فوربس واقتصر علي الحديث عن ثروة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز و 6حكام عرب آخرين بلغ مجموع ثرواتهم حسب قائمة فوربس 60 مليار دولار ، ضمت قائمة الحكام العرب الأغني كلا من الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات والذي قدرت ثروته 21 مليار دولار، بالإضافة إلي العاهل السعودي الذي بلغت ثروته 19 مليار دولار، وكذلك الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي الذي بلغت ثروته 16 مليار دولار، وفي ذيل القائمة جاء العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي لم تتعد ثروته ملياري دولار باعتبار أنه مستجد في الحكم، وذكرت المجلة أن ثروة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وقفت عند مليار دولار، وجاء في أسفل ذيل القائمة كلا من الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح أمير الكويت والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان اللذين لم تتعد ثروة كل منهما حاجز الخمسمائة مليون دولار.
وطبعا لست في وارد حفلة نق وحسد علي أصحاب المليارات من الحكام العرب، خاصة وأن هناك مواطنين عرب تبلغ ثرواتهم أرقاما أكبر من تلك التي يمتلكها الكثير من الحكام العرب، بل لعلني أجد نفسي مدفوعاً بالشفقة علي إخواننا من الحكام الذين لم تبلغ ثروة أحدهم أكثر من مليار دولار، وربما يغفر لي إخواني من المواطنين إذا تبنيت دعوة الشعوب العربية لعمل حملة تبرعات سخية لجمع الدولارات التي تكفي لكي يتساوي الحكام العرب في الثروة، فلا يصح أن يكون هناك حاكم يملك أكثر من عشرين مليار دولار في الوقت الذي لا يجد حاكم آخر زميل له في القمة العربية ويحضر إلي جانبه في المؤتمرات العربية ولم تبلغ ثروته إلا 500 مليون دولار فقط، ولا يجوز أن يكون هناك مواطن عربي يملك ثروة أكبر مما يملكه الحاكم، وهي سبة في وجه الحكام جميعا، بل هي تفرقة لا تجوز بين حكام العرب الذين يجب أن يتضامنوا من أجل ألا يكون هناك حاكم بمثل هذا الفقر المدقع،.!!
وأرجوك لا تحاول أن تغرق في التفكير في هذه الأرقام الكبيرة التي يملكها بعض حكامنا العرب، ولا تشغل بالك بتحويل قيمتها إلي العملة المحلية لأنك يمكن أن تدوخ وتقع من طولك، لو حسبت أن احدهم يملك ما يوازي 150 مليار جنيه مصري علي سبيل المثال.!! وأرجوك لا تحاول أن تجمع ثروات الملوك والأمراء والرؤساء الست المذكورين والتي تبلغ أكثر من ستين مليار دولار لأنك ستجدها تساوي ميزانيات كلا من مصر والمغرب وتونس والأردن علي البيعة، كما أرجوك ألا تحاول أن تجمع ثروة حاكمين من أصحاب المليارات الكثيرة لأنك ستجدها تساوي ميزانية بلد مثل مصر، ومعني هذا أنك ستكتشف أن ثروة شخصين تساوي ميزانية بلد يقترب عدد مواطنيه من ثمانين مليون نسمة.!!!!
ولا أنصحك بأن تفكر فيما إذا كان حكام العرب من أصحاب المليارات يخرجون زكاة أموالهم ويضعونها في مصارفها الشرعية لأنهم لو كانوا يفعلون لأفاضوا علي شعوبهم خيراً كثيراً، وأرجوك حاول أن تنسي هذا الفقر المنتشر في عالم العرب وفي العالم الإسلامي، ولا تحاول أن تتذكر الجوعي في الصومال ولا المحاصرين في فلسطين، ولا المشردين في ربوع العالم من المسلمين، واعلم أن عين ابن آدم لا يملؤها غير التراب، وغداً يملأ التراب أعينهم جميعاً، ولا تنس أن الأرقام المذكورة تناولت فقط ستة من حكام العرب، وما خفي كان أعظم.!!

No comments: