Saturday, December 8, 2007

و.. عادت مراكب ممدوح إسماعيل!!

سعيد عبدالخالق


ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشوري الذي ارتبط اسمه بكارثة غرق العبارة السلام ،98 والتي راح ضحيتها 1300 راكب في مياه البحر الأحمر.. اكتشفت أنه صاحب قوة ثلاثية!. كما تبين أنه من الفئة التي تفعل ما تشاء، وتعود إلي أوضاعها الطبيعية مرة أخري!. ومن مظاهر قوته قبل حادث غرق العبارة.. خروج المهندس عصام شرف وزير النقل من الوزارة عقاباً له علي إصراره التحقيق مع طاقم مركب السلام 95 التي تسببت في غرق مركب قبرصية في ميناء السويس!!.
وخرج عصام شرف، وذهب يعمل مستشاراً للطرق في ديوان رئيس دولة الإمارات، وبقي ممدوح إسماعيل يتفاخر بإنجازاته حتي وقعت كارثة العبارة السلام ،98 وقامت الدنيا لارتفاع أعداد الضحايا واستقل ممدوح إسماعيل الطائرة إلي الخارج تصحبه دعوات الأهل والأصدقاء بالعودة سالماً غانماً!!.
المهم.. شهد النقل البحري بالبحر الأحمر أزمات حادة جداً، وارتبكت عمليات نقل البضائع والركاب من ميناءي السويس وسفاجة المصريين إلي ميناءي ضبا وجدة السعوديين، وافترش المعتمرون أراضي الميناء في مصر وجدة لعدم توافر عبارات النقل.. وتعطلت لواري البرادات التي تنقل سلعاً غذائية تعرضت للتلف، وضاعت ملايين الجنيهات، وانتقلت الأزمة من أرض الواقع إلي وسائل الإعلام التي أبرزت شلل عمليات النقل!!، وتجاهلت إبراز الأزمات التي تعرضت لها شركات النقل البحري الوطنية والأجنبية عندما حاولت دخول البحر الأحمر!!.، فقد فوجئت هذه الشركات بالعراقيل في محاولة لإرباك عملية النقل عبر البحر الأحمر، وتعرضت شركات الملاحة لخسائر فادحة.. اضطرت معها للهروب »بجلدها« من البحر الأحمر!. وأصبح المسرح خالياً، وارتفعت النبرة في الصحف مع مواسم العمرة والحج، ولم يعد هناك من منقذ سوي ممدوح إسماعيل.. ولتذهب أرواح الضحايا إلي الجحيم، ولتخسر مصر عائدات السفن الوطنية والأجنبية التي »نفدت بجلدها« من البحر الأحمر، وسبق أن نبهت منذ فترة إلي العراقيل التي تتعرض لها سفن هذه الشركات ابتداء من دخولها ميناء بورسعيد حتي وصولها إلي ميناء سفاجا أو غيره من الموانئ المصرية، ووصلت العراقيل إلي الموانئ الأخري!! علي الضفة المقابلة!!.
وجاءت مراكب ممدوح إسماعيل.. »السلام« وغيرها يوم »الخميس« الماضي من ميناء بورسودان، وعادت لنقل التعساء من المصريين والبضائع أيضاً، وبدأت سيطرة ممدوح إسماعيل مرة أخري علي البحر الأحمر، وباي باي مصلحة مصر.. وحياة المصريين!.

وبالأمس تراجع الخبير المفتي الذي جاء من السلامة البحرية عن تقريره الأولي أمام النيابة التي حققت في قضية غرق العبارة السلام ،98 وفوجئنا به من الجلسة الأخيرة من المحكمة يعدل عن أقواله من أجل تبرئة ممدوح إسماعيل وولده »عمرو«، وألقي بالمسئولية كاملة علي قبطان المركب!. وهذا معناه.. ان المسرح يستعد لاستقبال ممدوح اسماعيل بعد انتهاء المحاكمة المقدم فيها بتهمة جنحة قتل خطأ أي تراخي في الابلاغ عن غرق السفينة!. وبالمناسبة.. العبارة السلام 98 مخصصة أصلاً لنقل المواشي، وتحولت إلي مركب لنقل أفراد بدون وسائل إنقاذ، وانتهي عمرها الافتراضي، ولم تعد صالحة للابحار، وصدرت منها اشارات استغاثة قبل الغرق، ونقلتها المركب سانت كاترين المملوكة لنفس الشركة المالكة للعبارة الغارقة، ولم يتحرك مسئول بالشركة لإنقاذ العبارة.. أي أننا أمام جريمة قتل بالترك.. فقد امتنع ممدوح إسماعيل عن ابلاغ السلطات لإنقاذ الركاب قبل غرقهم!!.

No comments: