بقلم خالد صلاح
قطعا من حق طلعت مصطفي ونجله هشام ومجموعته العملاقة وشركائه الكبار، عربا وأجانب، بدءا بالوليد بن طلال وحتي آخر قائمة الثمانية والعشرين شريكا في المجموعة، أن يتمتعوا بفردوس الاستثمار في مصر، وأن ينعموا أفرادا وجماعات بالتسهيلات الممنوحة لهم (بالقانون) في تملك الأراضي وتقسيمها وبناء المدن الفاخرة في الصحراء، وبيعها بأسعار فائقة لمن يهوي أو يستطيع.
ولكن، أما وأننا اعترفنا بالحق لطلعت مصطفي ـ فتح الله عليه ـ فإننا باسم العدالة وباسم المساواة أمام قوانين الاستثمار، نتطلع لأن يكون نصيبنا من (القانون) هو النصيب نفسه، الذي اقتطعه طلعت مصطفي، وأن يكون حظنا من فردوس الأراضي كحظ مجموعته العملاقة، فنحصل علي ما حصلوا عليه، ونتمتع بما نعموا فيه، وترفرف علينا سواسية حقوق المواطنة في الدستور وفي الفكر الجديد.
لا أحلم أن تهبط علينا مليارات من السماء كمليارات المجموعة ـ اللهم لا حسد ـ بل أحلم أن تهبط هذه المليارات من نصوص القانون فحسب، والمساواة في المزايا فقط، وأسأل الله معاملة كتلك التي يحظي بها في دوائر الحكومة، وتسهيلات سداد كتلك التي يحصل عليها في الأراضي، ولن يكون بعيدا علي الله أن أحقق بنفسي هذا الازدهار إن تساوينا، ولا شيء بعيدا علي الله تعالي.
أسأل مثلا، وزير الإسكان، أو وزير الاستثمار، أو الدكتور نظيف، بلا تشكيك مسبق ـ لا قدر الله ـ: ما السعر الذي دفعته مجموعة طلعت مصطفي لمتر الأرض في (مدينتي)؟
أعرف أن المجموعة تبيع بأسعار تتراوح بين ١٥٠٠ و٤٠٠٠ جنيه للمتر، فهل اشترتها بالسعر نفسه، وهل سددت ثمن الأرض للحكومة، أم أن الحكومة تعاملت بقاعدة «العفو عند المقدرة» فمنحت الأرض مقدما، علي أن تحصل علي الثمن لاحقا بعد إتمام البيع بالكامل أو انتهاء تحصيل ثمن المشروع؟ هل أخذ طلعت مصطفي الأرض (شُكك) وسمحوا له ببيع الأرض بأسعار (المستقبل)، ثم يسدد نسبة ٧.٥% للدولة وكأنها أسعار (الماضي)؟ مجرد سؤال لا أعرف إجابته، ولا يعرف كل من سألتهم من خبراء العقارات والأراضي إجابته، ولا أحد في الحكومة يجيب عنه، بل لا توجد إجابة لدي المجموعة نفسها: الموظفون في شارع مصدق ومصر الجديدة، والوكلاء في جدة والإمارات!
لا أريد لأحد أن يتوهم أنني أوجه اتهاما، لكن القضية محل سؤال، بل لا ألوم الحكومة علي منح الأراضي ـ مجانا أو شكك أو بالتقسيط المريح ـ فالمجموعة ستتولي طبعا مد المرافق وغرس الأشجار وتعمير الصحراء.. بارك الله لهم وبارك فيهم، ولكن ما أرجوه أن يتم الإعلان عن تفاصيل الصفقة، لكي أطالب، أنا شخصيا، بحقوقي كمواطن بالمساواة في الشروط نفسها، إذ ربما أجد في نفسي مواهب في تقسيم الأراضي وبيعها بآلاف الجنيهات، وتحصيل ثمن الفيلات والشاليهات مقدما، ثم أرد للحكومة، فضلها ونعمتها، كما يفعل طلعت مصطفي، إن كان يفعل، مثلا يعني مثلا!
أسأل أيضا: هل التسهيلات الممنوحة للمستثمرين في سداد ثمن أراضي سيدي عبد الرحمن والعين السخنة وغيرهما هي التسهيلات نفسها الممنوحة للشباب في مشروع «ابني بيتك» أم لا؟ وهل يمكن استبدال مشروع علي تسهيلات طلعت مصطفي نفسها، أي يحصل الشاب علي ٨٠٠٠ فدان، يقسمها ويبيعها «كاش» وبعدها يسدد للدولة، ويبني ويعمر بأموال الحاجزين بمشروع «ابني بيتك» بدلا من منح الشباب ٩٠ مترا في صحراء بلادهم لبناء جحور صغيرة للإيواء؟!
إذا كنتم قد فعلتموها مع طلعت مصطفي وغيره، فافعلوها معي، كمواطن، ومع شباب «ابني بيتك»، كشركاء في الحقوق، وإذا افترضنا أن الأمر لم يمض بهذه الطريقة، فهل تتكرمون بإعلان تفاصيل صفقة مدينتي ومثيلاتها لنتعلم من الحقيقة، ولنثق أكثر فيكم وفي طلعت مصطفي والوليد وملاك الأراضي الجدد في مصر؟
دكتور نظيف يجاوب، أو وزير الإسكان، أو الاستثمار، أو أي أحد من الحكومة، أو طلعت مصطفي نفسه.. أي حد بس قولوا لنا بجد إزاي ده بيحصل؟!
Monday, October 15, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment