Saturday, October 20, 2007

ما علينا إلا أن نتفرج.. وننتظر

جمال بدوي

صارت إسرائيل قبلة العمالة المصرية والعربية، وأمل العاطلين في دول العالم الثالث، اليها تشد الرحال بحثا عن فرصة عمل بعد أن سدت أبواب الخليج العربي، فتوجهت البوصلة نحو إسرائىل ولو تطلب التسلل التضحية بالروح والأهل والولد، ومواجهة طلقات الرصاص من جانب الشرطة المصرية التي تحرس الحدود، وكان آخر القتلي ذلك المواطن التركي الذي جاء بأسرته قاصدا التسلل إلي إسرائيل، فأصابته رصاصة نافذة فلفظ أنفاسه في مستشفي العريش.

** لقد فتح الشباب المصري باب الهجرة إلي اسرائىل، وتسامع الجوعي في العالم الثالث عن الدولارات التي تنهال علي المصريين في جيش الدفاع الاسرائيلي، والفتيات اليهوديات الراغبات في الزواج من عرب حتي يختلط »زيتنا في دقيقنا« وينشأ جيل مهجن يهودي بحكم الأمومة، عربي النسب بحكم الأبوة، وصار حديث المصريين - الاسرائيليين ملء السمع والبصر، فهب السودانيون لنصرة إخوانهم المصريين، وتوافدوا زرافات ووحدانا علي سيناء لينطلقوا منها إلي الجنة الموعودة في اسرائيل.. واليوم نسمع عن قادمين من اريتريا ومن تركيا.. والبقية تأتي »!!«

** هل نلوم هؤلاء اليائسين الذين ضاقت عنهم أوطانهم، وعجزت حكوماتهم عن إعاشتهم، وتوفير حقوقهم الاساسية في الحياة الكريمة؟ وهل نخاطبهم بحديث القومية والوطنية التي تثير في نفوسهم العزة العربية والكرامة الوطنية، وهو حديث لايغني ولايسمن ولايلبي نداء البطون الخاوية؟ وماذا يفعل الانسان اذا وجد نفسه علي حافة الموت جوعا.. إلا أن يهرب ليغامر بحياته في أعماق البحر الابيض المتوسط، أو علي رمال سيناء»!!«

** إن الأحق بالملام هم أهل الخليج الذين يخضعون وجودهم لحساب الدرهم والروبية، فيرفضون العمالة العربية، ويفضلون العمالة الاسيوية لأنها أرخص، حتي أغرقوا بلادهم في الطوفان الاسيوي، وطاردوا اخوانهم في العروبة الذين يشكلون »درقة« صلبة تحفظ علي الخليج عروبته، وتصون كيانه العربي أمام الاطماع الخارجية.

** نحن أمام كارثة تتمدد علي شكل قوس أحد طرفيه في اسرائىل، والآخر في خليج العرب، ففي اسرائىل يكتسب العرب الهوية اليهودية، وفي الخليج تتقلص الهوية العربية الي درجة تقترب من التلاشي.. وما علينا إلا أن نتفرج.. وننتظر»!!«

No comments: