معتز بالله عبد الفتاح
إننا ننتظر حتى يتحول الأمر إلى أزمة وساعتها نبدأ في العلاج السريع ببصر دون بصيرة لأن الأزمة على الأبواب. ويبدو أن هذا النمط أصبح جزءا من الشخصية المصرية؛ فلا يستذكر معظم الطلاب إلا بعد أن يتحول الأمر إلى أزمة، ولا نعد مسلسلات رمضان إلا بعد أن نكتشف أن رمضان جاء فجأة، ولا ننكب لمناقشة الكثير من قضايانا إلا بعد أن تتحول إلى أزمة.
وأما وقد اخترنا أن نتخذ، في جل قضايانا، قراراتنا وفقا لمنطق الأزمة، فقد ضحينا بأن نتبنى منطق العلم والتبصر في ما نضحي به وفي عواقب أفعالنا على المدى الطويل. والأمر ليس بغريب، فمحاولة استخدام العلم لعلاج مشاكل مجتمع لا يعترف بالعلم هي محاولة غير علمية في حد ذاتها. فللعلم بيئته التي ينبغي أن يزدهر فيها، إن غابت هذه البيئة، أصبح العلماء والعدم سواء. ألم أقل لكم إنني حين أغادر مصر أكتشف أنني سافرت في الزمن وليس فقط في الجغرافيا. وصدق الله إذ قال: "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم."
Wednesday, October 24, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment