جمال بدوي
من المشاكل الاجتماعية التي استعصت علي الحل: ظاهرة قتل الناس علي الطرق.. فقد استفحلت حتي صارت مادة يومية تنشرها الصحف تحت شعار (حوادث مؤسفة) وبعد أن كانت تنشرها في الصفحات الأولي، نقلتها الي صفحة الحوادث.. بعد ان ساد الملل من تكرارها، وانعدم الأمل في علاجها.
** لم تعد مذابح الطرق تستفز مشاعر الأجهزة المسئولة عن حماية أرواح الناس، وكل ما تفعله هو انتقال المحافظ أو مدير الأمن إلي موقع المذبحة للإشراف علي نقل الجثث. واطلاق بعض التصريحات الأدبية عن فقدان الذوق والاخلاق وعدم مراعاة آداب القيادة أو الالتزام بمقدرات السرعة المثبتة علي لافتات بارزة علي جوانب الطرق.
** وأغلبية السائقين لا يقرأون هذه التعليمات، لأن السرعة الجنونية لا تتيح لهم قراءتها، وهم لا يخافون »الرادار« لأنهم يعرفون مواقعه الثابتة، ولهم وسائل جهنمية في الافلات من عقوبته. ومعظم هؤلاء من سائقي الميكروباص الذين يسابقون الريح غير عابئين بأرواحهم ولا أرواح الركاب، ولا حياة الأبرياء من المارة أو ركاب السيارات الأخري، وهناك سيارات النقل التي تحولت إلي كمائن لحصد الأرواح بدون شفقة ولا رحمة، أما سائقوا الجرارات فهؤلاء فوق القانون، ويتحركون بدون رخص ولا أوراق رسمي، ويندر أن تجد جرارًا يحمل لوحات معدنية، وتكون النتيجة ضياع حقوق القتلي في التعويض، بعد أن أهدرت دماؤهم جهارًا نهارًا (!!).
** وعندما تثار مشكلة القتل علي الطرق: تسمع من خبراء المرور كلامًا نظريا أشبه بكلام الفلاسفة، ففي رأيهم أن المشكلة ذات جذور أخلاقية، تعود إلي ضعف ثقافة السير، وأن الحل يكمن في التوعية والتثقيف حتي زهق الناس من هذا الكلام الكبير الذي لا يحقن دماء، ولا يصون أرواح البشر، ولأن الناس فقدوا الأمل في الانضباط، فقد راحوا يعالجون الأمر بأيديهم، وأخذوا يقيمون المطبات الصناعية أمام بيوتهم غير عابئين بما يصيب السيارات من تخريب، فالتخريب أهون من قتل الأرواح.
** وفي الحالات التي يتزايد فيها عدد القتلي: يفزع الناس إلي الطرق فيحرقون السيارات العابرة، ويعتدون علي ركابها، ولا يقيمون وزنا لنظام انفرط عقده، أو قانون فقد احترامه.. والكل يصيح: أنا القاتل والقتيل (!!)
Friday, October 19, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment