أسامة هيكل
* يوم الاثنين الماضي وقبل أن تنطلق الشائعات أعلن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي في مؤتمر صحفي أنه مريض بسرطان المثانة.. وشرح حالته الصحية بكل وضوح لكل المواطنين الإسرائيليين بمختلف انتماءاتهم السياسية.. ولم يخف أياً من تفاصيل مرضه، وقال إن هذه الحالة المرضية والجراحة التي سيجريها لا تمنعانه من ممارسة مهام عمله كرئيس للوزراء. * وأنا لا أميل للمقارنة بين مصر وإسرائيل.. فمصر هي الدولة الأكبر والأقدم في المنطقة، وتقوم علي أسس شرعية، بينما إسرائيل دولة مغتصبة ليس لها حقوق مشروعة.. ولكن المقارنة جاءت رغماً عني..
فحينما سرت شائعة مرض الرئيس، لم يخرج علينا في مؤتمر صحفي ليشرح لنا كمواطنين حالته الصحية.. وقد كان ذلك أمراً سهلاً للغاية، لأنه يتمتع بالفعل بصحة جيدة، والنفي بمجرد ظهور الشائعة كان واجب التصديق.. والناس تحب المكاشفة والمصارحة، ولا أدري من الذي أشار علي الرئيس بالنفي غير المباشر، وزيارة القرية الذكية ثم مدينة برج العرب، ثم زيارات ميدانية رمضانية في مختلف المحافظات.. وبالتأكيد استغرقت تلك الزيارات والجولات جهداً أكبر من الرئيس والحكومة والأجهزة المعاونة والمعنية بأمن الرئيس.
* لماذا اختار الرئيس الطريق الصعب والذي راحت ضحيته حرية بعض الصحفيين؟! ولماذا لم يعلن صراحة وعلناً وفوراً وفي مؤتمر صحفي أن ما كان يشاع وقتذاك كان خاطئاً!!
* الحقيقة أن القيادات المصرية تتعب نفسها وتتعبنا معها.. وكلهم علي اختلاف مستوياتهم القيادية لا يعترفون بحق المواطن في المعلومات والمعرفة.. رغم أنه لا ديمقراطية بدون شفافية.. ورغم أن كل المتغيرات التي تدور في العالم، والطفرات التي تحدث، وصعوبة إخفاء أي سر في هذا الزمان حتي لو كان حربياً، فإن القيادات المصرية تتعامل معنا كشعب علي أننا قصر لا يجب أن نطلع علي كل شيء، لأننا لسنا علي مستوي الفهم المطلوب للإلمام بكل شيء.
* الدنيا تغيرت.. والإعلام أصبح سيد الموقف.. وقد فعل أولمرت الذي لا يهمنا في شيء الصواب، ولم يعط فرصة لأي شائعة كي تطلق، ولم ينتظر حتي يتورط صحفيون في شائعات ممتدة.. وما فعلناه كان عين الخطأ.
* الحقيقة أننا نحتاج لأن نشعر بأن الرئيس مبارك يهتم بحقنا نحن الثمانين مليون مصري في أن نعلم تماماً، كما أعطي أولمرت الحق لخمسة ملايين إسرائيلي كي يعلموا.
* لو لم تحترمنا قياداتنا مهما زاد عددنا لن يحترمنا العالم.. ولو احترمتنا قياداتنا مهما كنا قلة سنكسب احترام العالم.. وإذا عاد حق المواطن المصري في العلم، ستعود الثقة في القيادات، وسيختفي الإحباط من حياتنا، ولن يكون هناك مجال لإطلاق الشائعات.
* طريق الاحترام سهل للغاية.. أسهل مما يتصوره البعض.
Wednesday, October 31, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment