بقلم محمود مسلم
كل شيء في الصين يتميز بكبر الحجم، بداية من الشوارع والسيارات والطائرات والمباني، حتي الغرف والقاعات، إلا الإنسان الصيني فهو صغير الحجم، وهناك صعوبة كبيرة في إيجاد ملابس للأحجام المصرية في الأسواق الصينية.. في المقابل هناك صعوبة في تمييز الصينيين عن بعضهم البعض، فالوجوه متشابهة لدرجة أنك تعجز عن تمييز من تقابلهم اليوم عمن ستقابلهم بعد قليل أو غدا..
ومع ذلك فهذا الشعب أنجز خلال السنوات القليلة الماضية ما يفوق عقل البشر، ففي شنغهاي أبراج عملاقة كثيرة تنبهر بجمال عمارتها وتنوعها، وهناك متحف للتخطيط العمراني بالمدينة، به ماكيت للشوارع والمباني علي درجة كبيرة من التقنية، بالإضافة إلي عروض أخري استخدمت فيها تكنولوجيا عالية،
وأصر الصينيون أن يركب د. فتحي سرور، رئيس الوفد البرلماني المصري، ماكيت سفينة ظل يقودها لمدة نصف ساعة وأمامه شاشة علي شكل بحر، ويتحرك سرور يمينا ويسارا، وينطلق سريعا أحيانا ويهدئ من سرعة السفينة، ويمر بالسفينة من تحت كوبري كبير في منظر بديع، أشاد به كل المحيطين بسرور من نواب مجلس الشعب، فقد نجح الصينيون في توظيف التكنولوجيا
وهو ما حدث أيضا عندما ركبنا القطار المغناطيسي الذي يتحرك بسرعة تفوق الـ٤٥٠ كيلو مترا في الساعة، وهو ما أعجب قيادات الوفد البرلماني: مفيد شهاب وكمال الشاذلي ود. زكريا عزمي بالإضافة إلي المخضرم حمدي الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب، ومحمد أبوالعينين وحسين مجاور.
وفي بكين، كان الانبهار في زيارة القرية الأوليمبية لدورة بكين، فكل المنشآت قاربت علي الانتهاء، والتخطيط والتنفيذ علي أعلي مستوي من الجدية سواء الاستاد الرئيسي الذي سينتهي العمل به في مارس المقبل قبل بدء الدورة بخمسة أشهر علي الأقل، بينما ستنتهي قبل نهاية العام الحالي، فهناك لا يوجد كلام عن الساعة ٢٥ لدرجة أن الصينيين يخططون لما بعد الدورة الأوليمبية، ومنها أن يتم استثمار سكن أعضاء الدورة للشركات بعد ذلك،
وقد حرص أعضاء الوفد من نواب المجلس علي الاستفسار عن بعض الأمور الرياضية، ومنهم كمال أحمد وفاروق عاشور وأحمد دياب، والأخير متخصص في اللغة الصينية، واعتمد عليه الوفد المصري في أمور كثيرة.
لكن أهم ما في سوق الصين العظيم، التي تمتلئ بجميع المنتجات ـ أن الجميع يعمل بجد، وأن الشباب يحتل مساحة كبيرة في إنجازات هذا البلد العملاق، ويحظي بثقة القيادات هناك فلم يكن مستغربا أن يكون المترجم المصاحب للدكتور سرور شابا في العشرينيات من عمره، بل والأغرب أن هذا الشاب واسمه شاكر هو الذي ترجم لقاء الوفد المصري مع أكبر قيادات الصين، سواء رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب أو غيرهما بكل ثقة،
ودون خوف ومراجعة من أحد ولم يكن مستغربا أن ينبهر النائب كمال أحمد، بالفتاة التي صاحبت الوفد المصري أثناء زيارتهم القرية الأوليمبية، لشرح ماكيت المنشآت دون أن يكون في استقبالنا هناك وزير الشباب ووكيل الوزارة والمدير العام والمشرف ورئيس القسم، فكل هؤلاء لم يكن لهم دور معنا، طالما أن هناك فتاة قادرة علي أدائه بتميز.. ولنا في الصين أسوة حسنة!
Tuesday, October 30, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment