Saturday, October 20, 2007

نظام مبارك

إبراهيم عيسي

"والله العظيم انتم عالم طيبه فاكرين أن نظام مبارك سوف يرد علي مذبحة إسرائيل للأسري المصريين هل خالت عليكم الشويتين بتوع لن اسكت ونطالب بالتحقيق وسنعمل ونسوي هذا النظام الذي لا يجد أي مشكلة في تعذيب المساجين والمعتقلين من أهله وبني وطنه ولا يرف له جفن ولا تهتز شعره من رأسه وهو يخوزق مواطنا في الستين من عمره أمام أبنائه أو ينفخ شابا مشتبها به في قسم أو يضرب متظاهرين حتى يفخت عينهم أو يهتك عرض بنات في مظاهرة هذا النظام الذي استباح كرامة المواطن المصري ويهين أبنائه كل ساعة لن يقف ضد إسرائيل ولن يفعل أي شيء سيظل متخازلا محنيا منحيا منتظرا أن ترضي عنه إسرائيل وزعامتها ولن يجرؤ علي إغضابها فهو يعيش ويتنفس ويستقر في الحكم لان أمريكا وإسرائيل تريدانه مستمرا في الحكم فكيف يمكن أن يرد آو يصد آو ينط في كرش أصحاب الفضل في بقائه

واستمراره نظام مبارك جعل من الخوف حكمة ومن قبول الاهانة قبولا بالواقع ومن الجبن واقعية تأمل معي تصريح الخارجية الإسرائيلية المنشور علي موقعها علي الانترنت الذي يقول " إننا علي ثقة وقناعة بأن الحكومة المصرية ستفعل كل ما هو مطلوب من اجل طرح الوقائع علي حقيقتها أمام الجمهور المصري وتعمل من اجل تهدئة الخواطر " إسرائيل علي قناعة وثقة وهي في محلها تماما أن الحكم في مصر ليس من مصلحته إطلاقا إثارة أعصاب إسرائيل وهو الذي غفر لها بل وتحالف معها لضرب الشعب اللبناني في الصيف الماضي لتصفية مقاومة حزب الله وهو النظام الذي يقف متفرجا بل ومتواطئا في اخف المصائب عاجزا أمام قتل إسرائيل للآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني دم المصري كما الفلسطيني واللبناني رخيص في مقابل رضا أمريكا وإسرائيل علي سياسة مبارك المعتدلة ومبارك نفسه لا يكف عن الإشادة بحكام إسرائيل فكيف له أن يواجههم ومتي حدث هذا أخر مره ومتى اغضب مبارك تل ابيب؟

- ازداد مجمل الصادرات الإسرائيلية الي مصر من 26 مليون دولار عام 2003م الي 125 مليون دولار في عام 2006م - ولك أن تضحك علي الحزب الوطني الهش القش الذي لا يملك ذرة من قوة ولا يكاد قادة إسرائيل يعرفون له وجود حين يستهبل هذا الحزب الساذج ويدعي انه سيواجه إسرائيل اذا ما ثبت ارتكابها للمذبحة - ايه ياجدع الكوة - القوة - دي كلها خوفت إسرائيل خالص - ليس هناك أي تفسير لمكلمة الحزب الوطني في مجلس الشعب ولا لغو بعض مسئوليه ووزرائه وليس هناك أي هدف لها سوي المزايدة علي مشاعر الناس واستهلاك الوقت وكله كلام ابن عم حديت ورغم أن الكلام لا هيودي ولا هيجيب وهو محض ثرثرة تمتص آخر نقطة دم وإحساس عند الناس إلا أن الرئيس مبارك لم يقل شيئا ولم نسمع له تصريحا في هذه القضية وقد تسمعون العجب لو صرح فعلا ثم إن نجله الذي لا يكف عن التصريح لم ينطق كلمة عن قتل الأسري ولم يصرح يوما بحرف لإدانة إسرائيل فهو يعلم كما الجميع أن رضا وموافقة بل ورغبة تل أبيب هي شرط انتقال الحكم من الأب لولده ثم إن قيادات الحزب الوطني المحيطة بجمال مبارك معظمهم من أنصار التطبيع مع إسرائيل وأبطال الاتفاقات الاقتصادية معها فضلا عن أنهم رجال أعمال متورطون حتى الأذقان في التصدير والاستيراد والتجارة مع تل أبيب وليس من مصلحة احد منهم التورط في موقف يبدو كده ولا كده ضد إسرائيل فسوف تتم ترجمته بخسارة عشرات الملايين من الدولارات. إن قيادات هذا البلد ورموز هذا النظام هم - دون ذرة من تردد - السبب في كل البلاوي التي نحياها هؤلاء المصابون بالشيخوخة والذين أكلتهم العتة السياسية والذين ركبوا علي أنفاس الأمة كل هذه السنوات بتزويرهم الانتخابات وتزييف إرادة الشعب ونفاق وعبادة الرئيس والتصفيق والموافقة المعتوهة في البرلمان لكل القوانين المكبلة للحرية - انظر مهزلة التعديلات الدستورية - والمقيدة للديمقراطية أصحاب جنينة الحيوانات السياسية التي ترفع شعار أن للديمقراطية أنيابا ومخالب وفاكرينا ارانب او او فراخ بيضاء نعم هؤلاء أصحاب قوانين رفع الدعم عن المواطن ومنح الدعم للحرامية وحماة الفاسدين هؤلاء الذين يبايعون ويتملقون ويمجدون ويزحفون أمام الرئيس هم الذين أصابوا الوطن الضعيف أمام الأعداء وجعلوا إسرائيل تستخف بنا وتستهتر بقوتنا وتتعامل معنا كشعوب من القطعان تمشي بالكرباج ونجري وراء العشب ونخاف من ظلنا نظام مبارك هو الذي جعل إسرائيل تبدو أمام العالم كله واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط من تداول السلطة وحرية تكوين أحزاب وسحب ثقة من حكومات وإسقاط رؤساء بينما نبدو نحن عزبا للحاكم وغلمانا للسلطان وابنه وبعد ذلك كله ياتي من فادة او وزراء الحزب الوطني ويقول سنحقق في مذبحة الأسري يا ناس اختشوا وخلوا عندكم رائحة الدم فانتم لازلتم تتحدثوا عن سلام البطيخ او الخيار الاستراتيجي إياه حيث يضربنا العدو ويقتال جنودنا ويهين كرامتنا ويبهددنا جميعا عربا وعربانا ثم نخرج عليه ونقول له رد علي عدوانه وعلي اهانة كرامة اللي خلفونا وحكمونا سلامنا خيار مخلل استراتيجي لا احد عاقل يردد هذا الكلام ربما احد خائف ربما احد تابع ربما احد خانع لكن ليس عاقلا "


لقد افقد نظام مبارك مصر اعز ما تملك وهو كبرياؤها ولقد اختصر حكم مبارك الطويل والذي لا يريد أن ينتهي كرامة البلد في رئيسها ومن يقترب منه بالنقد آو الهجوم السياسي ساعتها لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق علي جوانبه دم صحفيين وإعلاميين بينما لا تملك مصر مبارك أن ترفع رأسها في مواجهة أمريكا فهي تأكل من معوناتها ويعيش أصحاب المقام الرفيع علي عمولات وسمسرة هذه المعونات والصفقات وهناك إصرار علي ترك زمام عقدها بعيدا عن البرلمان ولا يمكن للقاهرة أن ترفض أمرا للبيت الأبيض من العمل كوسيط أو وكيل بين إسرائيل والفلسطينيين لان هذا الدور فقط هو الذي يبرر لواشنطن الابقاء علي نظام مستبد حيث تتلخص مهمته الوحيدة في حماية مصالح أمريكا وإسرائيل



فكيف لنظام يسجن شعبه ويعتقل سياسيه ويسجن معارضيه ويعمل بقانون الطوارئ طيلة عمر مبارك السياسي ويور الانتخابات ويقتل شعبه بالمرض والفقر كيف لنظام تعلم أمريكا حسابات رجاله في بنوك سويسرا وحجم ثروات رموزه المتضخمة كيف لنظام يرتجف أمام إسرائيل ويصف قوتها بقوة الأسد كيف لهذا النظام ان يملك كرامة وكبرياء وكيف له أن يدافع عن كرامة شعبه ودم شهدائه

No comments: