وحيد عبدالمجيد
إلي أي صنف من النساء تنتمي هذه السيدة التي تركت قصر الإليزيه ولقب السيدة الأولي بكل مغرياتهما، وما أدراك ما هذه المغريات؟!، وفضلت أن تكون صادقة مع نفسها. الأكيد انها من صنف شديد الندرة يستحق الاحترام، ولكنه لا يصلح لأن يكون نموذجا، والفرق كبير حتي لا نخلط الأوراق فنشيع قيما يجدر بنا ان نقاومها. فلا يمكن ان تكون السيدة سيسيليا، التي تركت زوجها في خريف 2005 وذهبت الي صديقها وعاشت معه شهورا، نموذجا يقتدي به.
كان أجدر بها ان تطلب الانفصال رسميا، قبل ان تعبر المحيط الي صديقها. اما وانها لم تفعل، فقد أتت إثما لا غفران له وارتكبت جرما لا ريب فيه، حتي اذا كان دافعها الي ذلك هو عدم التشويش علي زوجها الذي كان يستعد لمعركة الرئاسة الصعبة. ومع ذلك فهي تستحق الاحترام لان مكانة السيدة الاولي ومزايا ساكنة الاليزيه لم تدفعها الي الكذب علي نفسها وخداع زوجها الذي غفر لها من قبل ما لا يمكن ان يغفر.
أرادت ان تعيش حياتها بدون كذب وخداع. وتخلت بكامل ارداتها عما تحلم ملايين السيدات بأقل منه.
ولا يعني ذلك بالضرورة انها امرأة فذة. يكفي ان نقول انها نادرة. فهي لا تكون فذة الا اذا كان قصر الاليزيه هو قمة أحلامها، ثم قررت ان تضحي به.
ولكن هذا النوع من الاحلام لم يداعبها يوما، لانها لا تهوي السلطة ولا الشهرة ولا يسعدها ان يتسابق الناس لخدمتها، بمقدار ما تحب ان تعيش علي سجيتها وتتصرف علي طبيعتها وتحيا بلا أكاذيب.
ولذلك يخطيء من يقارنها بأخريات مثل هيلاري كلينتون التي قبلت خيانة زوجها لها علي الملأ لانها كانت تحلم بان تجلس مكانه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. فالمقارنة لا تجوز الا بين وحدات تجمعها قواسم مشتركة. وليس هناك شيء البتة يجمع سيسيليا التي لفظت قصر الاليزيه وهيلاري التي تركض من أجل البيت الأبيض.
وإذا اردنا ان نلخص شخصية هذه السيدة الفرنسية التي ادهشت العالم كله، لقلنا انها حالة نادرة للتمرد الصادق مع النفس. وفي هذا النوع من التمرد شيء من الترفع الجدير بالاحترام، ولكن فيه ايضا جموح لا يصح ان يكون نموذجا أو قدوة.
Sunday, October 28, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment