مجدى مهنا
كثيرون من قراء صحيفة «الشرق الأوسط» لم يفهموا مضمون الإعلان الذي نشر علي الصفحة الأخيرة، عدد الأربعاء الماضي.. ذكر الإعلان أسماء أكبر الجامعات وأشهرها علي مستوي العالم.. وفي الوسط منه جاء اسم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية Kaust بالمملكة العربية السعودية.. وكان هو الاسم الوحيد لجامعة عربية من بين مائة جامعة أمريكية وأوروبية وعالمية تقريبا.
وربما الذي ليس لديه خلفية، أو قليل من المعلومات عن جامعة الملك عبدالله الجديدة، التي يقوم جلالته اليوم بوضع حجر الأساس لها.. لن يفهم من الإعلان سوي أن الجامعة الوليدة ستنافس أرقي الجامعات العالمية علي مستوي العلوم والتكنولوجيا.
والذين صاغوا الإعلان بهذا الشكل، أو الذين لديهم بعض المعلومات عن جامعة الملك عبدالله، يعرفون أنها الأقرب إلي فكرة الدكتور أحمد زويل، بإنشاء مركز علمي، كالذي اقترح تنفيذه في مصر.. علي الرئيس حسني مبارك، وقام الرئيس بوضع حجر الأساس له، وأصدر أوامره وتعليماته بتسهيل إجراءات إنشاء تلك الجامعة التكنولوجية، التي يقوم عملها في الأساس علي الاهتمام بأرقي ما وصل إليه العلم علي مستوي العالم، وتفريخ العلماء المؤهلين لذلك.
ولا يهم بعد ذلك ما الذي حدث.. فالذي حدث كلنا عرفناه وخبرناه، وقد تحدث الدكتور زويل عن البعض منه.. إنها البيروقراطية المصرية، والغيرة من أن ينسب نجاح الفكرة إلي الدكتور زويل، ثم كان العجب العجاب أن تطلب حكومة أحمد نظيف من الدكتور زويل تدبير الأموال اللازمة لإنشاء الجامعة التكنولوجية، وكأنها خاصة بالدكتور زويل وأفراد أسرته، وسيعود ريعها عليهم، وليس من مهمتها النهوض بالمجتمع المصري.
ليس مهمًا ما حدث، فالأهم أن هناك من تبني الفكرة، وهو العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالرغم من أن جلالته يقول في تصريحات صدرت عنه أمس الأول لوكالة الأنباء السعودية إن الفكرة راودته منذ خمسة وعشرين عامًا.
ويقوم فريق متخصص حاليا بتكوين النواة العلمية للجامعة من الطلبة العرب، في مختلف بلدان العالم العربي.. الطلبة المتفوقين في شتي المجالات التي تبحثها الجامعة، وستتكفل الجامعة بالإنفاق عليهم هذا العام، والعام الدراسي القادم.. إلي حين الانتهاء من بناء الجامعة علي شاطئ البحر الأحمر من جهة السعودية، في نهاية عام ٢٠٠٩، لكي تدفع بهؤلاء الطلاب إلي استكمال دراستهم الجامعية من الماجستير والدكتواره..
ويقال إن الجامعة ستخصص مدينة سكنية متكاملة بها، يعيش فيها الطلبة المتفوقون من الجنسين معاً، لكي يشعوا نورًا وحضارة وعلمًا علي منطقتنا العربية، الغارقة في الجهل والضلالة والفساد.. والفائدة لن يستفيد منها المجتمع السعودي وحده.. فالترشيحات تجري الآن لاختيار الطلبة المتفوقين من جامعات مصرية وجامعات عربية.
أسعدني أن يتبني الملك عبدالله فكرة الدكتور زويل، وأغضبني أن تعارض حكومة مصر الفكرة.. فالجيل القادم من العلماء والباحثين سيدينون بالولاء الكامل للسعودية، ولعاهلها الملك عبدالله، علي رعايته لهم علميا وماديا.. أما في مصر فدوام الحال من المحال.
Monday, October 22, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment