ها ها ها ها هااااه.. البلد بتتحرك

من أطرف ما شاهدت في الفترة الأخيرة هو الإعلان الذي يبشر الناس بأن البلد بتتحرك، فقد تملكني إحساس مفعم بالسخرية من هذه الكلمة، ناهيك عن فحوي الإعلان الذي يدعو الشباب المتعلم إلي أن يعمل في أي شغلانة وخلاص ويحمد ربنا وأهي الشغلانة تجيب شغلانة، وماتنساش يا محترم.. البلد بتتحرك.

ليس عندي اعتراض علي أن أي وظيفة شريفة هي محل فخر لصاحبها، ولكن وجه اعتراضي علي أن هذا الكلام قد تقوله أم لابنها خريج التعليم العالي ـ أو هكذا يفترض به أن يكون عاليا ـ أو فتاة لخطيبها الذي لا يجد عملا لتهون به عليه ولتمنحه نافذة أمل، أما أن يصدر هذا الكلام عن الدولة المسؤولة عن توفير الوظائف لأبنائها ابتداء فهذا هو الهزل بعينه.

لا أعرف من هو الجهبذ صاحب فكرة هذا الإعلان، ولكني علي ثقة من أنه أحد الذين يدفعون البلد لتتحرك، غاية ما هنالك أنهم يدفعونها في الاتجاه الخطأ ولم ينتبه أحدهم ـ هذا طبعا بافتراض حسن النوايا ـ أنهم يدفعونها نحو هوة سحيقة إذا سقطت فيها فلن تتحرك إذن أبدا.

أيها السادة.. يؤسفني أن أبلغكم أن البلد لا تتحرك، إنما تهوي.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

عبدالناصر عبدالله المحامي