جمال الشاعر
الدكتور عصام شرف وزير النقل والمواصلات السابق شديد الإعجاب بكتاب فرانك برنس الخروج من الصندوق وأنا أشاطره هذا الإعجاب بشدة.. حل مشكلة مصر هو الخروج من الصندوق.. تحرير العقل من صناديق التفكير التقليدية وإطلاقه إلي آفاق التفكير الإبداعي والابتكاري.. ما هي قصة هذا الكتاب؟.. نعيش منذ الولادة في صناديق تبدأ بسرير الطفولة وحجرة اللعب والبيوت الصناديق.. من المدرسة وهي صندوق كبير نعيش فيه أحلي سنين العمر.. وصولا إلي صندوق الوظيفة الكبير ما بقي من عمر.. كيف تخرج من الصندوق؟.. ابحث عن السوستة أو اليويو مثلما فعل بطل قصة الخروج من الصندوق..كان يعيش حياته بطريقة روتينية ويقوم بأعماله بطريقة أوتوماتيكية داخل صندوق الوظيفة وهو مغمض العينين وفي يوم من الأيام وجد سوستة في الصندوق جرب أن يقذفها في الحائط فعادت إليه. قذفها إلي الأعلي فاصطدمت بسقف الصندوق وهبطت علي الأرض.. وقف علي السوستة اليويو فقذفته إلي الأعلي فارتعب وعاد إلي الصندوق.. أعجبته اللعبة عاود الكرة وصعد فوق السوستة وضغط بقوة فوجد نفسه خارج الصندوق.. انتابته مشاعر الهلع وعاد سريعا داخل الصندوق..قرر أن يغامر وأن يخرج أحيانا ويرجع إلي الصندوق مرة أخري ويستمتع باكتشاف العالم من حوله.. اكتسب مهارات وخبرات وتفانين جديدة جعلته يطور حياته وأساليب عمله فحقق مكسبين كبيرين.. استمتاع بالحياة والحرية والخروج من الصندوق إلي عوالم مدهشة من الإبداع والابتكار.. الدكتور يوسف إدريس رحمه الله سبق فرانك برنس إلي نظرية الخروج من الصندوق بنظريته المشاغبة الخروج من الجزمة.. فاجأ جماهير معرض الكتاب بأن لديه حلا لمشاكل الاقتصاد المصري ثم استطرد الحل في تغيير الجزمة.. طول عمرنا لابسين نفس الجزمة أيام الانجليز وأيام الملك وبعد الثورة.. الدنيا اتغيرت والجزمة ضاقت علي رجلنا ولا فائدة.. حبسنا أنفسنا في أحذية الشعارات.. الاشتراكية انتهت ومازلنا نمشي في أحذيتها.. العالم ذهب للرأسمالية والحداثة وما بعد الحداثة ونحن مازلنا نرتدي نفس الأحذية القديمة..الحل هو تغيير الحذاء أو الخروج من الصندوق.. خبراء الإدارة ومنهم نسيم الصماوي ينصحونك قائلين اكسر الصندوق.. خصص خمس دقائق للتخيل صباح ومساء كل يوم.. تخيل نفسك رئيس مجلس إدارة لمدة يوم.. غير عاداتك.. تعلم العزف علي آلة موسيقية.. اخلع حذاءك وجوربك وامش حافي القدمين علي الحشائش الخضراء..انزل البحر بملابسك.. فاجيء نفسك بأشياء.. فالروتين والاعتياد هما عدوك اللدود.. تسلق شجرة.. اذهب إلي رحلة سفاري وعسكر في الصحراء..والا سوف تختنق داخل الصندوق وتتقولب وتتحول إلي مجرد رقم أو ماكينة انتاج ولا أقول ماكينة فلوس.. من هم أحوج الناس إلي الخروج من الصندوق.. السياسيون.. جربوا أن تتركوا المكاتب المكيفة وربطات العنق وتنزلوا إلي الشارع.. عندها سوف يخرج الناس من صناديقهم ويشاركون.. المهم أن يكون المفتاح في يدك وليس الصندوق.. فقديما قالوا في الأمثال.. سرقوا الصندوق يا محمد.. لكن مفتاحه معايا.
Tuesday, October 30, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment