صديقي يحبني جِدّاً وكُلما نشرت مقالاً في «المصري اليوم» يتصل بي ليحاول أن يجعلني أكف عن هجومي علي سياسات الحكومة خوفاً علي، وفي كل مرة يقول لي «أنا ما أعرفكشي وما تكلمنيش تاني»، وبعد أحد المقالات اتصل بي وقال «أنا صدقت إن في البلد دي ديمقراطية بعد اللي إنت كتبته» فقلت له: يا صديقي الموضوع مش كده إحنا بنهاتي ولا حياة لمن تنادي. فغير الموضوع وأنا بيني وبينكم احترمت ده، وكملت معاه بعد ما قفل.
آه.. يعني تخيلت إنه لسه موجود وقعدت أقول يعني أودي الراجل في داهية وهو خايف علي. وقلت له يا عمنا لا ديمقراطية ولا يحزنون اللي إنتَ شايفه ده لزوم الوجاهة السياسية العالمية. إحنا عمّالين نقول ونتكلم وننقد يعني كان فيه حاجة اتغيرت. لا مش كده وبس، خليني أقول لك باللغة إللي الناس بتفهمها «إحنا عاملين زي واحد اتصل بواحد وعايزه في حاجة مهمة، لقاه قافل الموبايل فمن غيظه من الست اللي بتقول: «الهاتف الذي طلبته ربما يكون مُغلقاً» وهو يقول لها: بس أنا عايزه ضروري. طبعا الست مش سامعة وحتي لو سامعة ح تعمل إيه.
مش معقول أعرق بلد في الوطن العربي حضارياً وما يكونشي فيها شواهد ـ ولو كانت كاذبة ـ عن الديمقراطية علشان اللي يبص من بره يقول الله البلد دي فيها ديمقراطية. افهم يا عمنا، الحكاية دي زي جماعة طرش عايزين يبينوا للعالم إنهم بيحبوا الفن فجابوا فرقة موسيقية تعزف لهم والفرقة مهما علت الصوت هم مش سامعين، بس اللي بره القاعة عمّالين يقولوا الله الناس اللي جوه دول ذوقهم عالي أوي.
طيب لو سكتنا زي ما احتجبت الصحف وبطلنا عزف للجماعة الطرش ح يحصل إيه، ح يجيبوا فرقة نشاز ويسموها فرقة الصحافة القومية وهاتك يا عزف، بس اللي بره ح يسمعوا النشاز بس مش ح يقولوا الله، عرفت ليه الاحتجاب وسيلة ضغط، إحنا بنعزف وعندنا أمل، لأن الطرش المُصابين بيه مش إجباري، ولكن اختياري، يعني مُمكِن يزهقوا مرة ويشيلوا إيديهم مِن علي ودانهم ويسمعوا. قول آمين.
مينا ملاك عازر
Tuesday, October 23, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment