جمال بدوى
طالعتنا »الأهرام« فى صدر صفحتها الأولى أمس بخبر عرض بنك الفلاحين للبيع أو الإيجار.. و»بنك الفلاحين« هو الاسم السياحى لبنك الائتمان الزراعى الذى أقيم فى ثلاثينيات القرن الماضى تحت اسم بنك التسليف الزراعى والتعاونى، ليشد من أزر الفلاح المصرى أثناء الأزمة العالمية، ويقدم إليه الخدمات والقروض، ويحرره من طغيان المرابين والبنوك الأجنبية. ** لقد أقيم البنك الجديد على أرض مملوكة لوزارة الزراعة، وفى أحد الأحياء الراقية بجوار نادى الصيد، وروعى فى البناء أن يكون حائزاً على معالم الفخفخة والبذخ ليناسب المكانة الأثيرة للفلاحين عند الدولة،
فتكلف البناء مائة وثلاثين مليوناً من الجنيهات. ويبدو أن عيون الحساد أصابت المبنى فاستكثروا أن يكون للفلاحين بنك على هذه الحالة من البذخ.. ولما كانت حكومتنا متعطشة الى المال من أى سبيل، فقد ضنت بالبنك على الفلاحين، وصدرت تعليمات رئىس الوزراء إلى وزارة المالية بدراسة الموضوع، والمفاضلة بين البيع أو الإيجار(!!).
** يطرح محرر »الأهرام« عبد الوهاب حامد، سؤالاً وجيهاً: لماذا كان البناء بهذه الفخامة لبنك الفلاحين؟ ثم لماذا البيع الآن؟ ومن شأن هذا السؤال أن يجر وراءه عشرات الأسئلة عن عشرات المشروعات التى أقيمت بطريقة ارتجالية، ثم هدمت بطريقة ارتجالية، ويحضرنى فى هذا المقام جراج ميدان رمسيس، الذى تكلف بناؤه عشرات الملايين، وتكلف هدمه عدة ملايين دون أن يعرف الشعب لماذا كان البناء.. ولماذا كان الهدم؟، ولم تتحرك جهة مسئولة لتجيب عن هذه التساؤلات مع أن الدولة تهتز وتنتفض إذا أقيم بناء ـ ولو عشة فراخ ـ على غير رغبتها، وتحرك عضلاتها الفولاذية إذا هدم بناء دون إذنها(!!).
** هل لنا أن نعرف من هو المستفيد فى حالتى البناء والهدم؟ هل للشعب أن يعرف اسم صاحب المنشار الذى يستحوذ على الأموال طالما المنشار يتحرك علواً وهبوطاً.. وهدماً وبناء.. ومن هم أصحاب الكروش المنتفخة بالمال الحرام من إقامة مشروعات أو بيع مصانع.. أو تعمير أراض أو هدم فيلات وقصور(!!).
Wednesday, October 31, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment