مجدى مهنا
علي عكس الكثيرين، الذين يفرحون من نشر أخبار الاكتشافات البترولية في مدن وصحاري مصر، التي يعلن عنها المهندس سامح فهمي، وزير البترول، فهو، أينما ذهب وأينما تواجد، تخرج علي لسانه تصريحات باكتشاف بترول جديد.. لأن هذا الاكتشاف يزيد من إنتاج البترول في مصر بنسبة كذا.. ويرفع الدعم المقدم من قطاع البترول إلي موازنة الدولة بنسبة كذا.. بما يعني أن وزارة البترول تدعم موازنة الدولة بمليارات الدولارات سنوياً، لكي تقدمها الدولة إلي المواطنين في صورة دعم علي المنتجات البترولية، الذي يقدر أحياناً بأربعين مليار جنيه سنوياً، وأحياناً يقال ستين مليار جنيه.. والله أعلم.
إلا أنا وحدي الذي أحزن، ولا أفرح من كثرة الاكتشافات البترولية.. فهذا الاحتياطي الموجود في باطن الأرض المصرية.. إذا لم أكتشفه اليوم، فسوف أكتشفه غداً، أي أنه لن يسرق بواسطة المحتال أو النصاب، ثم عندما أكتشفه أقوم علي الفور ببيعه.. وهي السياسة التي درجت عليها وزارة البترول منذ سنوات.. فهذا معناه أنني أسدد عجزاً في موازنة الدولة.. وفي الوقت نفسه أحرم الأجيال القادمة من نصيبها في هذا البترول، الذي هو ملك لشعب مصر كله.. الأجيال الحالية والقادمة.. وليس ملكاً للأجيال الحالية وحدها.
ولا أفرح لأن المخزون البترولي يتناقص في العالم كله.. وحسب دراسة ألمانية نشرت مؤخراً، فإن إنتاج العالم من البترول سوف ينخفض بنسبة ٥٠% حتي عام ٢٠٣٠، أي بعد ٢٣ سنة فقط.. فما الذي يفرح من الإعلان عن اكتشاف بترول جديد، سوف نبيعه إلي الخارج.. دون الاستفادة من عائد هذا البترول في إنشاء صناعة بترولية تطيل من عمر هذا العائد، وتسهم في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب؟!.
لكل هذه الأسباب.. لا أسعد بأي اكتشاف بترولي جديد.. ولا أعتبره مقياساً علي نجاح وزارة البترول في عملها.
Thursday, October 25, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment