Saturday, November 10, 2007

سرور الثامن عشر

محمد علي خير

(سرور سرور يابلاش...واحد غيره ماينفعناش) بهذا الهتاف الحنجوري وكأنك في حارة شعبية..هتف عضو مجلس الشعب كرم الحفيان تحت قبة مجلس الشعب الموقر المعروف بسيد قراره لدعم وتأييد الدكتور فتحي سرور في رئاسة جديدة لمجلس الشعب.نجح الدكتور فتحي سرور في الجلوس علي مقعد رئيس المجلس للعام الثامن عشر علي التوالي في سابقة برلمانية لم يشهد لها العالم الحديث (والقديم أيضا) مثيلا. وللرجل الحق أن يفخر بهذا الإنجاز العالمي الذي لم يسبقه أحد إليه في الأولين أو في الآخرين, بل أعتقد أن موسوعة (جينيس) العالمية ستسعى لتسجيل هذا الإنجاز للرجل وإذا حدث وفعلتها (جينيس) فالأمانة تقتضي من الدكتور سرور أن يسعى لتسجيل اسم عضو المجلس كرم الحفيان في نفس الموسوعة حيث أتي بما لم يأت به برلماني في العالم ولم يبق له سوي أن يحمل الدكتور سرور علي كتفيه ليلف به قاعة مجلس الشعب مرددا هتافه (سرور سرور يابلاش...واحد غيره ماينفعناش).ورغم أن المؤشرات التي سبقت جلسة مجلس الشعب كانت تؤكد علي أن الدكتور فتحي سرور هو رئيس مجلس الشعب القادم ولا خلاف عليه, إلا أنني توهمت في أن يحدث تغيير ما في مقعد رئيس المجلس من باب (ذرة ملح) في عين (أعداء) الحزب الوطني لكنهم لم يجدوا حصوة الملح, فراهنت علي الاحتمال الثاني وهو إعلان الدكتور سرور نفسه أن الملل قد أصابه لذا فانه سيكتفي برئاسة المجلس طوال 17عاما متواصلة وأنها فترة كافية حقق خلالها إنجازات عديدة تكفيه وتكفي من يأتي بعده, لذا فانه يرغب في إعفائه من هذه المهمة الثقيلة بعد أن ضرب كل الأرقام القياسية من لويس الرابع عشر وحتى حسب الله السابع عشر, لكن الدكتور سرور ومعه حزبه الميمون خيبوا ظني,خاصة أن طلب الإعفاء لا يكتبه عضو الحزب إلا وهو علي مشارف التسعين مثلما فعل الدكتور مصطفي خليل نائب رئيس الحزب الوطني (متعه الله بالصحة وطول العمر).حاولت أن أجد تفسيرا لاستمرار جلوس الرجل علي الكرسي طوال هذه المدة الطويلة حيث عاصر حكم الرئيس الأمريكي (الراحل) ريجان مرورا وكذلك بوش الأب ثم كلينتون وانتهاء ببوش الابن حتى الآن.كما أن الرجل عندما تولي كرسي الرئاسة لم يكن العبد لله -كاتب هذه السطور- قد تزوج بعد, ثم تزوجنا في العيد السادس لجلوس مولانا علي عرش البرلمان ولم يزل باقيا, وأنجبنا الابن الأول ثم الثاني ولا يزال جالسا علي مقعده وأعتقد أن زواج ابني الأول سيتزامن مع عيد جلوس الدكتور سرور الخامس والعشرين.
وفي تقديري أن ما يحدث هو أحد (اشراقات) الفكر الجديد الذي بشرنا به السادة أعضاء أمانة السياسات ,لكنني اكتشفت أن الفكر القديم كان أفضل للشعب حيث تولي رئاسة مجلس الشعب أثناء هذا الفكر الدكاترة صوفي أبو طالب وكامل أبو ليلة ورفعت المحجوب بينما جلس الدكتور سرور بمفرده فترة تزيد عن بقاء كل هؤلاء مجتمعين.لكن ليسمح لي الدكتور سرور أن اسأله: ألم تمل؟ خاصة وأن ما بقي من العمر ليس مثلما مر, كما أن الإنسان يلتمس في هذه السن بعض الراحة, أم أن شغب الإخوان وتربيطات عز والاستجوابات منزوعة الدسم تسعدك وتغريك بالبقاء...ربما.لكن السؤال الأخير للحزب (الديمقراطي):ماذا بعد سرور؟

No comments: