جمال بدوي
ماذا نقول في مسلك المواطنين الذين فقدوا الثقة في البنوك، وذاهبوا إلي رجل البر والتقوي والورع: الحاج عبدالله، لكي يوظفها لهم أموالهم في مشروعاته الناجحة، والتي تدر عائدا يصل إلي 100% في السنة.. فلما جمع أكثر من مائة مليون جنيه، وضعها في جيبه وهرب إلي السودان.. ولم يترك لهم حتي »الصابونة« التي يغسلون بها أيديهم من هذا الفعل الشائن(!!).
** ماذا نقول عن ضحايا الحاج عبدالله؟
هل نقول انهم طماعون؟ أم شهداء وضحايا؟ أم أنهم سذج إلي حد العبط والبلاهة؟ ماذا نقول عن رجل يبيع البيت الذي يدر عليه دخلا حلالا ويذهب الي رجل التقوي والصلاح ويضع الفلوس بين يديه علي أمل أن يعطيه عائدا يملأ عينه الفارغة؟ ولكنه لم يخرج من الصفقة بأكثر من شباك انتزعه من عمارة ولي الله الصالح علي سبيل النفحة والتذكار. وماذا نقول عن الأم التي باعت مصاغ ابنتها وأودعت الثمن بنك الحاج عبدالله لتشتري من العائد جهازا للعروسة، فأخذها الغراب وطار(!!)
** قصص مكررة ومملة سبق أن سمعناها طوال ثلاثين عاما عن ضحايا عصابات توظيف الأموال. والآن نسمع نفس الأعذار وهي أن تكاليف المعيشة تفوق طاقة البشر، وليس أمامهم من سبيل سوي تبديد ما في اليد، لشراء عصافير علي الشجر.. وذهبت أدراج الرياح حملات التوعية التي قامت بها الصحافة والتليفزيون وأفلام السينما لتحذير الناس من الوقوع في فخ النصابين والمحتالين.. ولكن الناس لا يتعظون بعد أن أغماهم الطمع، وظهرت نكتة تقول ان احدهم ذهب لإيداع أمواله عند الريان، فقالوا له انه في السجن.. فما كان منه الا ان ذهب اليه في السجن، ليتوسل اليه أن يأخذ منه تحويشة العمر(!!)
** لا يزال قطاع كبير من الناس يأنفون من إيداع أموالهم في البنوك بزعم أنها حرام، وهم كذابون، لأنهم يطمعون في العائد الباهظ الذي ينتظرهم من عصابات توظيف الأموال. ولكنه عشم إبليس في الجنة، فالحداية ليست من الكرم بحيث تقدم الكتاكيت للطماعين، واسألوا ولي الله الصالح الحاج عبدالله..(!!)
Thursday, November 15, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment