Friday, November 23, 2007

عزف منفرد علي أوتار وطن‏

مفيد فوزي
ـ هل نكتب لنسلي الناس أم لنملأ مساحات في الصحف أم لنعبر عن أنفسنا؟ وهل للكتابة جدوي؟ وهل مازال الناس يقرأون أم انصرفوا الي ما هو أكثر ابهارا‏..‏ من الحروف والكلمات؟ وهل يقرأ أولو الأمر ما نكتب اذا مس وترا في المجتمع؟ وهل بإمكان مقال اسقاط حكومة؟‏!‏ ومتي نلصق تهمة‏(‏ التقصير‏)‏ لمسئول؟

ـ لماذا المجتمع في حالة تربص كل للآخر؟ لماذا النجاح متهم؟ لماذا الكراهية قبل الحب دائما؟ لماذا شهوة التنكيل بآخر؟ لماذا الود مشبوه؟ لماذا الصدق كاذب؟ لماذا لقمة العيش تذل أعناق الرجال؟ لماذا الأنانية تعشش في الصدور؟ لماذا نصافح بحذر ونصادق بحذر ونثق بحذر‏...‏؟‏!

‏ـ لماذا ندس أنوفنا في شئون الآخر؟ لماذا أحكامنا جزافية علي الناس؟ لماذا ذاكرتنا ضعيفة أمام الحسنات ويقظة للسيئات؟ لماذا صار جيراني في حالهم وأنا في حالي؟ لماذا الترابط الأسري تفكك‏,‏ والتكافل الاجتماعي تصدع‏,‏ واحترام الكبير تعثر؟ لماذا الزيارات العائلية قلت‏,‏ والمراسلات علي الورق انقطعت وزهور المودة ذبلت؟ـ أين ذهبت البساطة في المعاملات؟ أين ذهب التسامح الذي نادي به السيد المسيح؟

أين ذهبت قيم الانتماء والعتاب والصفح والعفو عند المقدرة؟ أين ذهبت دقات الباب للاستئذان في الدخول؟ أين ذهب أدب التخلي عن مقعد لحامل أو لمعوق؟ أين ذهبت فضيلة الاجتماع حول المائدة والبدء بالشكر علي هذه النعمة؟ أين ذهبت عادة نوم الأطفال في الثامنة مساء بدلا من السهر مع الكبار للثامنة صباحا؟ أين ذهب احترام الأولاد الصبيان للآباء ولا أقول أين تقبيل اليد؟ أين ذهبت الأذن المصغية من البنات للأمهات؟ هل استغنين عن نصائح الأمهات النكدية؟ أين ضاعت اللمة في البيت المصري حين كان الآباء والأمهات يعرفون ملفات أولادهم وشئونهم الخاصة؟‏!

‏ـ أين ذهب الوعي بأمور وطن؟ لماذا انحصر اهتمامنا بذواتنا فقط؟ لماذا ضعف انتماؤنا الي ما تحت الصفر؟ هل ارتبك شبابنا وفقدوا البوصلة واختلط الحابل بالنابل في تاريخنا؟ من الوطني؟ من الانتهازي؟ من الأمين؟ من المقامر؟ ومن الذي باع ومن الذي اشتري؟ هل لدينا رؤية واضحة للغد؟ هل نتحسس مستقبل أيامنا واحفادنا بثقة؟ هل الأمان لبكرة وارد؟ هل هناك قوي ملثمة تسعي للوجود؟ هل نعرف نوع المولود في بطن المجهول؟ هل كرة الأيام تتدحرج دون لجام؟ هل حصان الزمن يجري بنا ونحن مستسلمون؟ هل أيامنا القادمة أقل تعاسة؟ هل هناك فرائض غائبة في منهجنا القومي؟ هل الأيام حبلي بالمفاجآت؟ هل نملك ثقافة إدارة أزمات الوطن؟ هل تأخذنا ـ الي حد الاستغراق ـ اللحظة الآنية؟ـ

من هو المثقف؟ هل المثقف هو الذي دفع بأوراقه الي مطبعة أخرجت له كتبا تحمل اسمه؟ هل المثقف تواصل مع هموم مجتمعه أم مع همومه الخاصة؟ هل هو الذي احترف الظهور علي الشاشات يدلي برأيه في كل قضية من الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني الي طفشان الشباب الي السواحل الأوروبية الي انفلونزا الطيور؟ هل أدي المثقف واجبه نحو المجتمع أم اكتفي بتدبيج مقال أو خطبة مسجوعة؟ هل المثقف هو الذي يعشق أن يكون في الصورة؟ ما دور المثقف حين يري النقابات وقد مزقتها التيارات والمذاهب؟ ما دور المثقف لحماية‏(‏ الهوية‏)‏ في بلده؟ بالكلام؟ بالسفر في المؤتمرات والشوبنج؟

ـ في الحياة‏:‏ هل نأخذ الأشياء بسطحية تجنبا لصدمات متوقعة؟ هل لدينا القدرة علي تهميش التوافه أم هي تسكن جدران عقلنا الباطن؟ هل نقدم للمجتمع أوراق اعتمادنا بالذكاء أم بالتذكي وبالغباء أم بالتغابي؟ هل نواجه‏(‏ تحولات‏)‏ الأصدقاء بقبول الواقع وأي دمعة حزن لا؟‏!‏ هل نقبل ـ بصدر رحب ـ مشاعر الغيرة والحسد والحقد؟ هل نمضي في مشوارنا ولا نلتفت خلفنا لنداء أو استغاثة أو استجداء ويحكمنا‏(‏ اتق شر من أحسنت إليه‏)‏؟ هل نقبل بصدر رحب معادلات الحياة كما هي أم نجهد النفس في التمحيص والتحليل؟ هل يحقق‏(‏ الاستغناء‏)‏ قدرا من الراحة بعيدا عن مهاترات وصراعات رخيصة؟ وماذا يفيد الانسان ـ كما جاء في الانجيل ـ لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟‏!‏

No comments: