Sunday, November 4, 2007

لا تسرقوا مواردها ويومها ستعرفون قيمة البشر

التناولُ الحديث في بلادنا للمشكلة السكانية، جعل المتزوجَ حديثاً يشعرُ أنه إذا أنجب أوَّلَ مرة فإنه علي استحياءٍ قد يهنَّأ، وإذا رزقه الله تعالي مولوداً ثانيا، فإنه قد يعاتب، وفي الثالثة هوحَري أن يعاقب، فإذا زاد الأمر علي ذلك، فمن الواجب أن يراقب، وبعض من يتولي شأناً في بلادنا يبدأ كلامه للناس فيبكتهم وكأنه يقول: إنكم أيها الناس عبءٌ علينا،
لماذا أتيتم من الأصل، وإن كنا نتحملكم فكفي فلا تحملونا بغيركم، فالزيادة السكانية هي الشماعة الجاهزة ليعَلَّق عليها معظم أنواع الفشل، وأن الجهود العظيمة موجودة، ولكنها تذهب سدي مع تلك الزيادة التي نُصِحنا من قبل أكثر من مرة بتقطيم معدلاتها ولكننا لا نعتبر.
وتجد الأرقام والإحصاءات النظيفة جاهزة، والأرقام لا تكذب، ولكن للأسف نجد أن الأرقام ذات الدلالات الواضحة والصادقة قد لا تُعرض من الأساس.
إن أفضل الاستثمار لو فقه القائمون علي الأمر، هواستثمار تلك الموارد البشرية، أولاً باحترامها، ومعرفة أنهم مسؤولون عنها، وبتهيئة جو الكرامة والحرية لها، وبعدم سرقة مواردها، وتزييف إرادتها، وبالسهر علي تربية النشء الصاعد فيها علي القيم النبيلة، وتهيئة الجو المحيط المساعد علي ذلك، ساعتها سنجد معادن من الناس نتمني لوكان عندنا أضعافهم.

No comments: