Friday, November 23, 2007

نصائح الرئيس مبارك ثمينة

د. محمد السيد سعيد

يجتمع الرؤساء والملوك العرب كثيرا ويصغون لنصائح الرئيس مبارك ويذهبون لحال سبيلهم ولا يفعلون شيئا حيال أزماتهم وعلاقاتهم الدولية المضطربة. وتصغر مصر في عيونهم علي نحو متواصل لأنهم لا يحصلون منها إلا علي النصائح كلما توقعوا منها قيادة حقيقية للعرب وسط عواصف السياسة الدولية.
ولابد أن نعترف بأن نصائح الرئيس مبارك ثمينة جدا. ومشكلتها الوحيدة أن السياسة الخارجية لا تتحرك بالنصائح وحدها. بل يجب أن يكون وراءها رؤية وقيم كبري وقوة حقيقية تساند أهداف السياسة الخارجية. وفي العالم العربي لدي الجميع نصائح وأحكام ثمينة جدا أيضا.. وغايتها جميعا: لا تفعلوا شيئا وخافوا من قوة الأمريكان.وبعض إخوتنا العرب يحبون نصائح الرئيس مبارك كثيرا لأنهم يخشون طائرات الأمريكان أو يحبون دولاراتهم.
والحمد لله أن بعض إخوتنا العرب لم يصغوا للنصائح الثمينة للرئيس مبارك وناضلوا ضد الظلم الأمريكي بقدر ما تسعفهم الإمكانيات. فحزب الله ألحق بإسرائيل الهزيمة الوحيدة التي تلقتها في حروبها ضد العرب حتي الآن. وإخوتنا العراقيون يلحقون بقوات الغزو الأمريكية خسائر يومية فادحة لن تضطرهم للانسحاب يوما ما فحسب بل قد تجبرهم علي إعادة صوغ سياساتهم الدولية المغرورة والعدوانية، ورغم أن الانتفاضة الفلسطينية هبطت قليلا بسبب تخلي العرب عنها فهي تثبت قدرة الشعب الفلسطيني علي النضال الشاق لمئات الأعوام.
وببساطة لم يصغ جميع العرب لنصائح الرئيس مبارك التي تنضح بالسلبية وتعترف بالعجز عن التأثير علي مجري السياسة الدولية وتشكك في المقاومة وتنتظر الفرج من أمريكان "عاقلين" يؤمنون بنصائح الرئيس مبارك!وفي حدود علمنا لم يتوافر هؤلاء الأمريكان بعد بأعداد كافية في مواقع اتخاذ القرار. فالكونجرس بأسره يؤيد إسرائيل تأييدا أعمي وأبرص وأكتع. والإدارة الديمقراطية المقبلة قد لا تكون أفضل كثيرا من الإدارة الجمهورية الحالية، والإعلام بقيادة "فوكس نيوز" يكن احتقارا شديدا للعرب. باختصار ليست هناك فرصة كبيرة في أن يستمع الأمريكان لنصائح الرئيس مبارك، ولا يهمهم سوي الحسابات المادية لموازين القوي.
ومشكلة السياسة الخارجية المصرية أنها ليس لديها موارد قوة تحولها من نصائح ورغبات إلي ضغوط ونضالات.

No comments: