محمد مصطفي شردي
بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة عادت إلي بلادها لتواجه الديكتاتور برويز مشرف. وبينظير تعود بعد فترة طويلة قضتها مع زوجها في المنفي. وتحمل معها خبرة تصل إلي 30 عاما من العمل السياسي والقيادي في بلادها وتاريخا طويلا لوالدها انتهي عندما تم إعدامه شنقا في السبعينات لأنه عارض حكم العسكر وبشدة.. وهاهي بينظير تعود بعد كل الضربات التي تلقتها لتقود مظاهرات عارمة للشعب الباكستاني ضد »مشرف«
لم يهمها ماما أمريكا ودعمها للرئيس. لم يهمها حالة الطوارئ. والتف حولها الشعب الغاضب ليواجه الحاكم.
وبينظير وزوجها شخصيات سياسية قد تتفق أو تختلف معها. عليها الكثير والكثير في علامات الاستفهام. ولكنها مازالت صامدة ضد كل ألاعيب الجنرال برويز وشلته وحاشيته، وعودتها إلي الساحة السياسية في باكستان أشعلها ودفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ ودفع »برويز« نفسه للحديث عن تغييرات محتملة ويقدم وعودا بأن يبتعد عن منصبه في الجيش ويحكم البلاد كحاكم مدني. ولكن »بوتو« تأتي من بيت لا يهدأ. أبوها رفض أن يصمت حتي لو كان الثمن هو تدليه من حبل المشنقة بعد محاكمة صورية سيئة.
ويبدو أن البنت لن تسكت هي أيضا. والانفجار الذي تعرضت إليه في أحد مؤتمراتها بعد وصولها أفضل دليل علي أن هناك من يريد أن يتخلص من المشاكسات المستمرة حتي لو كان ذلك باغتيال من يتسبب فيها.
وما تفعله زعيمة المعارضة الباكستانية الآن ليس علي هوي أمريكا التي تعتبر برويز حليفها الأساسي في هذه المنطقة الملتهبة.
ولقد شهدت أروقة السياسة الأمريكية مناقشات حول جدوي دعم نظام برويز بشكل دائم رغم أنه نظام غير مرغوب فيه في باكستان. ويزيد من كراهية الشعب الباكستاني لأمريكا. إلا أن وجهة نظر إدارة الرئيس بوش كانت الاستمرار في دعم برويز ويبدو أن إدارة »بوش« كالعادة لم تدرس قوة عودة بينظير ومدي تأثيرها علي الشعب الغاضب.. فوجدوا أنفسهم أمام وحش سياسي كاسر لا يخاف القنابل.. وشعب يلتف حول مبدأ ومستعد للتضحية بروحه ومواجهة العسكر ورجالهم وقادتهم. العالم يتابع ما تفعله هذه السيدة التي أثبتت فعلا انها تساوي مائة راجل
Monday, November 12, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment